الخميس، 28 يناير 2010

أم بسمة - 6




     دخلت المنزل ، ورميت عباءتي على الكرسي، ودخلت غرفة المكتب مباشرة وبدأت أفتش هذه الغرفة التي بقيت غامضة لفترة طويلة، فتشت أولا الأدراج الأمامية لطاولة المكتب، ولم أجد أي شيء يذكر، ثم فتشت، الأدراج الجانبية، ولم أجد شيء، وأخيرا لمحت درجا في الأسفل، مقفل بالمفتاح، بدأت أبحث عن المفتاح، ولم أجده، وهنا تذكرت مشهدا من الأفلام المصرية عن فتح الأبواب المقفلة، وبدأت أجمع كل القطع المعدنية المسننة في منزلي وانطلقت نحو الدرج، وكل مرة أدخل قطعة وأبدا في تحريكها في القفل وبعد ربع ساعة من المحاولة فتحت الدرج، لأفاجأ... بظرف وردي، وعلبة ساعة، ورسالة معطرة...!


     أخذت الظرف أولا وفتحته، وكان مليئا بالصور، لزوجي مع امرأة !!! في أوضاع خاصة، يعني كمن تكون عشيقته !

     هنا انتهيت!

     عالم من الضوضاء احتل رأسي، عالم من الدوران، كانت الصور كثيرة... صورة لهما معا في أحد منتزهات ماليزيا، وصورة أخرى لهما يقبلها فوق ثلوج ألمانيا، وصورة يطوقها بذراعيه من خلف ظهرها بحنان بالغ في أحد مطاعم لندن، وصور كثيرة لهما يتنزهان في دبي و أبو ظبي، وشواطئ الفجيرة، حيث قال أنه ذاهب ليخيم بصحبة أصدقائه، كان معها ينزهها، ويسعد قلبها يفسحها في الوقت الذي كنت إعاني فيه الوحدة والألم، أخَذَت حقي فيه، سرقتني زوجي، وهو أعطاها حقي فيه وحرمني ..... حسبي الله ونعم الوكيل....صرخت وأنا أراقب الصور الواحدة تلو الأخرى، هذه هي الأعمال التي كان يسافر ليعقدها !!

     بصعوبة حاولت أن أرى الرسالة من بين دموعي، أمسكت بها وبدأت أرأها وهذا نصها..........

     (حبيبي فلان.....أنا ما بعرف شو ممكن أحكيلك، بس والله اشتأتلك كتير، آخر مرة شفتك فيها، حسيت أنه فيه شي عم يربطنا سوا، أنت أول إنسان بحبه....... صدقني مش آدرة أنساك، بعرف أنه عندك مرة و ولاد، بس كل هيدا ما بيهم، المهم الألب اللي بحب.... وألبي كتير كتير بحبك...حبيبي ربنا يخليك، خدني لعندك، ما عاد فيا أبقى بعيد عنك، سدقني.. راح جن، بشتألك طول نهار، بدي اغفا في حضنك....... خدني لعندك عالإمارات، بكون حدك وقت ما بدك بعتلك هدية ان شاء الله تعجبك

روزه

2/8/2003  )

     قمت بتصوير الرسالة سريعا بجهاز الفاكس، ثم فتحت علبة الساعة ووجدتها فارغة، إنها علبة الساعة التي لا تفارق يده والتي قال أنها هديه من مديره في العمل، بحثت في الأوراق الأخرى في الدرج، لأجد صورة جوازها، فيزا باسم زوجي وكفالتها على المشروع التي أنا شريكته فيه.

     وجدت أيضا فواتير باهضة جدا لتسديد هاتف غريب و موبايل خط، سجلت رقم الهاتف ورقم الموبايل، أعدت كل شيء مكانه بسرعة، ثم حاولت أن أقفل الدرج ليعود كما كان فلم أستطع، فكرت ماذا أفعل، حاولت وحاولت، بكل السبل، فلم أتمكن من ذلك، أغلقته وتركته هكذا لعله يظن أنه نسي أن يقفله........!

     ذهبت مباشرة إلى غرفتي، ولا تعتقدوا أن الأمر هين، كنت أرتجف من شدة الألم، كنت تائهة، تأكلني الغيرة، وتلتهمني نيران الاستغفال، شعرت كم كنت امرأة غبية، كنت غبية، أعيش فعلا في عالم أخر،عالم النضال والجهاد والمرأة الطيبة الساذجة.... وهو يحيى حياته ويصرف أموالي على تلك الـ......
     أحسست بالعار من نفسي من شدة غبائي، طوال تلك المدة وهو يضحك علي، ويسخر مني، ياربي جلست على طرف السرير أفكر، ماذا أفعل؟؟

     رفعت سماعة الهاتف وحاولت الإتصال بالأرقام ثم عدت وأغلقت السماعة، وتذكرت كلام الدكتورة"" لا تتهوري، إن أقل خطأ يمكن أن يدمر كل شيء""

ثم اتصلت بالاستعلامات سألت الموظف:

لو سمحت الرقم كذا كذا يتبع لأي منطقة؟

قال: الكرنيش.

هلا أعطيتني العنوان لو سمحت؟

أسف هذا غير مسموح!

هلا أخبرتني باسم من؟

أسف هذا غير مسموح!

     فجأة أصبحت أبحث عن أي معلومات جديدة أيا كان نوعها أريد أن أعلم أكثر، لا أريد أن أكون غبية مجددا أريد أن أعلم كل شيء يحدث حولي، حتما سأعلم !

     أريد أن أعرف هل تزوج منها.؟؟ هل يقيم معها؟؟ هل الشقة باسمه؟؟؟ أريد أن أعرف كل شي؟؟ ولأول مرة أشعر ان هذا الرجل لا يعنيني، ولا يمت لي بصلة...!

     عاد للبيت عند الثالثة بعد منتصف الليل، كان مزاجه سيئا كالعادة، عندما رأيته هذه المرة ، كانت نظرتي له تختلف ، كنت أرى فيه رجلا غريبا ، لم يعد كياني كما كان، لم يعد جزء مني لم يعد قطعة من قلبي، أصبح رجلا غريبا لا يهمني أمره، ولا انزعاجه.... فليحترق لم يعد يهمني هكذا كنت أحدث نفسي...

ذلك الذي تركني أتألم وهو يلهو..!
                أنهار وهو يغازل سواي..!
                                    أموت وهو يغني..!


 لن أسامحه أبدا....

غير ملابسه وأوى للسرير لينام، سألني "" ألن تنامي"" قلت : ليس بعد...!

     انتظرته حتى غط في النوم وأخذت مفتاح سيارته، تسللت من نافذة المطبخ إلى الكراج، وبدأت أفتش في السيارة في البداية لم أجد شيء وأخيرا لاحظت ارتفاع السجادة في شنطة السيارة رفعتها، ورأيته، صندوق مغلف بالحرير الأحمر، يطوقه شريط زهري، أخذت العلبة وأغلقت شنطة السيارة بهدوء، وانزويت في طرف الكراج، فتحت الشريط ثم أزحت الحرير، لأجد صندوقا أحمر، منقوش بالذهبي، فتحته بحذر، وكانت الصدمة........!!

تابعوا الأحداث القادمة..
لتعرفوا ماذا وجدت في الصندوق الأحمر؟




10 التعليقات:

الزين يقول...

ياني صداع

ليش يتبع

ابي اعرف يالله عجلي بليز

H يقول...

Exciting

نون النساء يقول...

حاشنا فضول الحريم
اللي يخلينا نشقح من درايش المطابخ


ناطرينج

نواعم يقول...

الزين
سلامتج من الصداع..
النص لما انزله احب اراجعه حتى ما يكون فيه اخطاء إملائية ، غير جذي القصة فيها الكثير من التنبيهات اللي ودي ان نتأملها وما نمر عليها ع السريع..
لكن لعيونج ، الجزء القادم بيكون أطول إن شاء الله :)

نواعم يقول...

H
you are wellcome

^_^

نواعم يقول...

نون النساء

خخخخخخخ
والله ضحكت من قلب على فضول الحريم ;)
تابعي معانا ، الجزء القادم أطول بإذن الله وفيه الكثير من الأحداث

الأرمـوطــي يقول...

قصة رائعة وخيالك فيها عالى اوى وعلى الرغم من اننا بنشوف قصص كتير للخيانة الزوجية الا ان الاحداث شيقة وشدتنى

الأرمـوطــي يقول...

على فكرة انا اصحابى فى ثانوى كانوا مسمينى نواعم ودة الى خلانى احب اشوف مدونتك

نون النساء يقول...

طولتي الغيبة نواعم
عساج بخير



نون النساء

الزين يقول...

وينج
؟؟

طولتي الغيبه

إرسال تعليق

رايكم في أحداث القصة..