الخميس، 21 يناير 2010

أم بسمة - 5

    
     مرت علي صديقتي، وذهبنا معا، دخلنا المركز، وقدمت لنا السكرتيرة المبتسمة الشاي والعصير، حتى يأتي دورنا، وبينما نحن نتحدث إذا بصديقتي تهب واقفة مستبشرة ""أهلا أهلا، دكتورتنا .... و تحاضنتا بحب واضح"" كنت أرغب في رؤية وجه السيدة التي ستحل مشكلتي، وصدمت، تخيلتها امرأة كبيرة في السن، ذات نظرات سميكة، فإذا بي أرى امرأة في مثل عمري أو حتى أصغر، وبصراحة سمحة الوجه بشوشة، ملامحها كالطفلة البريئة، هل هذه قادرة على حل مشاكلي..؟؟ هل هذه المرأة تعرف شيء عن الزواج، لا يبدوا عليه أنها متزوجة فهي صغيرة ومرحة... تهامست معها صديقتي ثم توجهت الدكتورة نحوي قائلة :

أهلا يا أم بسمة، أخيرا استطعنا رؤيتك، هيا تفضلي معي..

التفتت نحو صديقتي وسألتها: ألن تأتي معي؟

قالت الدكتورة بابتسامة"" ممنوع، أريدك وحدك لنتحدث بصراحة"".

وفي مكتبها المغلق، قالت: ""نعم ككل العميلات تظنين أني صغيرة لكني متزوجة منذ عشر سنوات وأم ""،

استحيت منها لأنها كشفت أفكاري، وبدأنا نتحدث، أخبرتها عن مشكلتي كلها..

كانت طوال حديثي ترقبني بعينين غامضتين، لم أفهم نظراتها، وأخيرا قالت لي:

أنت امرأة حالمة... وهذا هو السبب في مشكلتك، هل تشاهدين أفلام مصرية كثيرة ؟؟

ضحكت وقلت نعم.

ضحكت قالت لي هل أستطيع رؤية صورة لزوجك؟

قلت لها نعم.

ثم نظرت في الصورة لدقيقة وقالت زوجك شخصية شمالية غربية، وأنت شخصية جنوبية، قلت: عفوا لم أفهم، ثم تابعت: إن زوجك رجل إنفتاحي يحب الحرية، وهو رجل أعمال ناجح، وجذاب بالنسبة للنساء الباحثات عن المال والتميز، أما بالنسبة للمرأة التي يحبها فهي التي تشعره برجولته.

سألتها: كيف؟؟

قالت:بعض الرجال يا أم بسمة يحبون المرأة المطيعة الهادئة كالرجل الجنوبي، والبعض الآخر يحب المرأة المتمردة العنيدة، وبعضهم يحبها قوية الشخصية أميرة متوجة، هذا هو زوجك، وأنت رميت بتاجك منذ زمن بعيد، لذلك ما عدت تجذبينه أبدا.

لقد تخليت عن وظيفتك التي كانت سببا في تعرفه عليك، نسيت أنها السبب في انجذابه نحوك... كان من الممكن أن تنتقلي إلى قسم أخر يريحك أكثر وسط زميلات من النساء بدل الاستقالة.

ثم بدأتِ في رعايته وخدمته في حين أن الرجل الشمالي لا يعشق المرأة التي ترعاه إنه يشفق عليها فقط، بينما يذوب عشقا في السيدة المتوجة التي تتصرف بكبرياء، يحبها سيدة أعمال ناجحة، امرأة مشغولة بنفسها دائما، ليس لديها وقت للآخرين، يريدها قوية لا تنهار لأتفه الأسباب، لا تبكي أمامه أبدا عليه، إن بكت تبكي فقط لتتدلل.

وأنت كنت عكس ذلك، وأعلم تماما كيف تفكرين فكل يوم تمر علي نساء مثلك، بريئات يتصورن أن كل الرجال يتشابهون وأن ما نجح مع والدها قد ينجح مع زوجها، الزمن تغير والرجال تغيروا، عندما رفض زوجك مساعدتك المادية له في البداية كان عليك احترام رفضه وعدم الإلحاح في تقديم المساعدة لأن هذا حطم العلاقة الخاصة، يحب الرجل أن يتميز بمساعدته لزوجته، ولا يريدها أن تلعب دوره أبدا، وأنت لعبت دوره وقمت بمساعدته ماديا.....أسوأ فعل ترتكبه النساء مع الأزواج هو عرض المساعدة..!!

تحدثت عن أخطائي طويلا!... كل ماكنت أفعله كان خطأ ، وكنت أظنه صح!

نظرت في الصورة من جديد وقالت: "" واضح تماما أن زوجك يمارس العلاقة الزوجية بحب، أي يحب أن يمضي العلاقة في أجواء خاصة، ويحب أن يسعد المرأة التي بصحبته"""

قلت : نعم كان هكذا في بداية الأمر، لكن الآن تغير الوضع..

أجابت: سيتغير حتما، لأنك لا تفهمين شيء عن التناغم .......؟؟؟

سألت: وما هو التناغم ؟

إنها يا أم بسمة علاقة خاصة بين شخصين متفاهمين تسير بانسيابية سأعلمك كل شيء في الجلسات القادمة، فلا تستعجلي""

نظرت للصورة من جديد، ثم قالت:

عزيزتي من خلال ما ذكرت فإني أجزم أن زوجك يعيش قصة حب عنيفة ، ويمكنني أيضا أن أذكر لك بعض مواصفات حبيبته..

قلت: لا، لا يمكن أن تكون هناك حبيبة، ربما نزوات ربما..

قالت: لا يا أم بسمة إن كنت تبحثين عن من تجاملك فلست أنا، أنا سأخبرك الحقيقة التي أراها في تحليلي للحكاية، زوجك عاشق، وعشيقته امرأة خاصة، وأغلب الظن أنها لا تحبه بقدر ما يحبها، إنها تتعبه كثيرا، ولذلك هو أيضا يتعبك، ولكنها سيدة أعمال أو امرأة عاملة وحرة..!

وجدت نفسي أدافع عنه وأقول: لا يادكتورة أنا متأكدة أن العمل هو السبب، لا يكمن أن يعشق فهو يحبني ولكنه مشغول!

رمقتني بعين حنونة، وقالت: إلى متى سندس رؤوسنا في الرمل كالنعامة، لكي نحل المشكلة علينا أولا أن نواجه الحقيقة.....لا تهربي منها واجهيها....... الآن.

سمحت لي باستراحة مدة عشر دقائق لأفكر وخرجت..

لقد كنت أعلم بذلك، إنه يحب امرأة أخرى كنت أشعر بهذا لكني أخدع نفسي كل يوم، وأتحايل على نفسي، لكي لا أرى الحقيقة....... أشياء كثيرة تمنعني من أن أواجه نفسي... لأني لا أريد أن أصدق فإن صدقت سأموت... قلت لها هذا ..

فقالت: لا لن تموتي.... أبدا بل ستولدين من جديد..!! علميه كيف يكون العشق .... فأنت لديك الكثير الذي لا تعلمين عنه، لديك مواهب رائعة لكنها دفينة، سنكتشفها معا....... وأعدك أن أجعله مغرما بك يتلهف عليك ويتمنى أن يبقى قربك طوال عمره.......

أعادت لدي الأمل...وأحيت قلبي بكلماتها.....

سألتها كيف أتأكد من قصة عشقه، هل هناك وسيلة...؟؟؟ نظرت إلى الصورة من جديد وقالت: نعم، من خلال تحليلي لنظرة عينيه فأني أعتقد بان هذا النوع من الرجال يخبئون أسرارهم في المكتب، أو السيارة، أو في شقة خاصة أخرى!

ثم دخلت السكرتيرة وقالت: انتهى الوقت!

وهنا نهضت الدكتورة واقتربت مني، ضمت يدي بحنان وقالت: أم بسمة، إن ما تقومين به هو جهاد عظيم، فأنت تنقذين أسرتك من الانهيار، وأريد أن أهمس لك بكلمة، كوني قوية ومهما رأيت لا تتهوري أبدا، إن أدنى خطأ قد يسبب لك المتاعب، كوني حذرة واعلمي أن زوجك شخص جيد، فلم توافقي على الزواج به إلا لما أحببت صفاته ، فلا تخسريه، أريدك أن تكوني قوية ابحثي جيدا في الأماكن التي طلبتها منك، لكن لا تتهوري، عندما ترين الحقيقة اتصلي بي ، أو بصديقتك، ولا تخبريه أنك اكتشفت الأمر، لا تواجهيه أبدا..وعودي هنا لأخبرك عن المرحلة القادمة... سأعد لك برنامج تغيير رائع يجعله يهيم بك......

تركتها وسجلت موعدا آخر.... وذهبت و أنا أفكر ماذا سأجد إذا فتشت؟؟...ترى ماذا وجدت يا بنات؟؟ وجدت الصندوق الأحمر....الذي كاد يدمر حياتي؟؟؟

يتبع ،،

6 التعليقات:

اقصوصه يقول...

اممم

كثير من الحقائق في حياتنا

نعلمها ولا نعلمها!

مشوقه جدا

كلي شوق للبقيه :)

الزين يقول...

ام بسمه

هذي قصه حقيقية؟؟؟

نواعم يقول...

اقصوصة :
تسعدني متابعتك ، وكما ذكرت ، نعلم الكثير الكثير ، لكن لا نطبق للاسف..

نواعم يقول...

الزين :
نعم ، القصة حقيقية بكل تفاصيلها وأحداثها..

منقولة من أ.ناعمة الهاشمي

aL-NooR . يقول...

احببت الاجواء هنا !!
سوف اتابع..
و الان هل لي بجولة ؟


:)

*****************

نواعم يقول...

حي الله النور
نورت المدونة بحضورك..

الجولة التالية>>> قريبا..

تابعونا ..

إرسال تعليق

رايكم في أحداث القصة..