السبت، 21 أغسطس 2010


كنت مرهقة جدا ذلك اليوم فأنا لم أنم طوال الليل، ومع هذا لا أشعر بالنعاس أبدا، أشعر بالإرهاق، والألم، اتصلت بصديقتي وطلبت منها المساعدة، وفعلا بدأنا نبحث أنا وهي عن مكان هذه المرأة وعلمت أنها تعمل في شركة زوجي في القسم النسائي، فتألمت أكثر، ثم ومن خلال أحد الموظفات علمنا أن هناك حفلة ستقام في أفخم الفنادق في دبي مساء اليوم، وأن الحفلة ستكون لتكريم الموظفين حفل ليلي ساهر، وتذكرت أنه حدثني عن هذا الحفل وعن ليلة سيقضها في الفندق في دبي،ولكم أن تتصوروا كيف احترقت وأنا أتخيله ينام معها في هذا الفندق!!



قلت لصديقتي أريد أن احضر الحفل!


كيف تحضرينه انه في دبي!


نعم لكني أرغب في الحضور فساعديني!


لماذا تريدين الحضور؟


لا أعلم أريد أن أرى كل شيء بنفسي..


ستتألمين أكثر..


لا عليك لم يعد هناك شيء يؤلمني بعد اليوم..


إذا لماذا تبكي هكذا..؟


أريد الذهاب لأتأكد هل علاقته بها وصلت للزنا..؟


لا يا أم بسمة لا تفعلي بنفسك هذا..؟


اتصلت مجددا بالدكتورة" أريد الذهاب ".


" أذهبي" ..


هل تشجعيني على ذلك..؟


نعم هذا هو علاجك، فأنت تتصورين رجلا وأمراه يكونان علاقة ليلعبا ورقة أم ليتجولا معا، طبعا ليتعاشرا، أذهبي علك تفهمين..!


يعني تقصدين أنه ينام معها..؟!


أم بسمة تشعرينني بأنك طفلة، علاقة دامت سنتين بين رجل وامرأة ماذا تراها تكون، علاقة أخوة مثلا..!


وكدت أنفجر ... لا يمكن لا يمكن!


إذا اذهبي وانظري بنفسك، وكوني حذرة فأي حركة يمكن أن تنهي علاقتك بزوجك..!


لم أعد أريده..


حقا ....... إذا لماذا تلحقين به ؟


لأتأكد..


اسمعي يا حبيبتي ... عندما تقررين ترك رجل تأكدي أنك غير محتاجة لأي رجل آخر مدى حياتك، لا تتصوري أبدا أن تجدي رجلا يختلف عن السابق، لكن زوجك قد يكون رجلا مختلفا معها، يختلف في معاملته لها عن الطريقة التي يعاملك أنت بها ، يعني الرجل الذي يقسو عليك قد يصبح حنونا محبا معها.لماذا؟ لأنها تعرف كيف تديره، وتكسب وده..


بالحب ?


لا طبعا لا، بل بالسياسة..


إن المرأة التي تحب زوجها بلا ضوابط ولا قيود ولا حدود تخسره دائما، بينما تلك التي تحب بعقل وثقل تكسبه مدى الحياة.


هذه العبارات نقلتها لكم من مفكرتي لأنها كتبتها لي في إحدى الاستشارات وترددها على مسمعي دائما..

كان علي الذهاب لأرى بعيني، شيء ما في قلبي يريد أن يتحقق، أريد أن أراه بأم عيني، وكنت متوترة طوال اليوم، وطلبت من صديقتي الحبيبة أن تكون معي..


وقلت له: حبيبي، أريد أن أذهب هذا المساء مع صديقتي للسوق في دبي.


دبي ولماذا دبي؟تسوقي في أبو ظبي!


لقد مللت السوق في أبو ظبي وأريد أن (أغير جو)


تنهد وقال:أنتم الحريم ما وراكن غير الخساير والأسواق !!


وكتمتها في نفسي، خسائر.......... لا أقول سوى لا حول و لا قوة إلا بالله!


هل تحب أن نلتقيك في دبي""


لا سيكون معي بعض الموظفين، هل ستأخذين الأطفال؟


لا،سأتركهم عند أمي.


وقبل أن يخرج، خرجنا أنا وصديقتي، وصلنا متأخرين لأن صديقتي تسوق ببطء وبدأنا نسأل، كان منظرنا غريب لأن الفندق يعج بالسائحين ونحن نرتدي النقاب، وندخل قاعة مليئة بالسياح والوافدين، وكلهم لابسين عريان..

قالت صديقتي: علينا أن نخرج شكلنا غلط!


تقصدين صح!هم الغلط!


أم بسمة خلينا نروح، بننكشف، مافي غيرنا مواطنات أهنيه!


من بعيد عند مدخل الفندق رأيت سيارة زوجي، إنها تحرك إحساسي كلما رأيتها لأنها تخصه، هذه المرأة أثارت في قلبي الخوف، ومن بعيد رأيتها تنزل من سيارته من مقعدي الأمامي، تنزل من مكاني، احتلت مكاني، وسالت دموعي تحت النقاب، كانت ترتدي فستان عريان، اسود لماع، مع ياقة مرتفعة، كان جميلا جدا وباهض الثمن، وترتدي عقدا من الماس يشبه عقدي، الذي أخذته منه كانت الحفلة عادية حفل تكريم، كرمت هي ثلاث مرات، وبعد الحفل عاد الموظفين إلى بيوتهم، وبقي زوجي تجره خلفها، تبعناهم بالسيارة، ذهبا وركبا يختا خاصا في البحر، أن يعد لها حفلة على ظهر اليخت، صوت الأغاني والموسيقى، كنت أرمقه من بعيد، هذا الرجل الغريب لم اعد أعرفه..

 كان معها كرجل يخصها وحدها، كان يضحك، ويفتح لها الأبواب، ويطوقها بذراعه، يبدوا أنه فخور بها..

وصرخت أكرهه أكرهه أكرهه.. أريد أن أقتله، لقد قتلني، كيف أكون كهذه، كيف أستطيع أن أستعيده من هذه، إنها أقوى مني، لديها كل ما يغريه، لديها الحياة بكل مباهجها، وأنا من أنا، أم بسمة، ذات الثوب الواسع، والحذاء الطبي، من أكون، ماذا أشكل إلى جوارها، هل ترين كيف تبدوا، هل ترين، ماذا ترتدي، أنا لا اعرف أن ثمة حفلات يمكن أن تقام في يخت، لم أفكر يوما أن أقضي ليلة في فندق، طوال عمري أتخيل أن الفنادق للسائحين، أنه لم يفكر يوما في فتح الباب لي، لم يفكر يوما في اصطحابي للسوق، أنظري أليه كيف يبدوا معها سعيدا، لماذا هل سأعجبه لو فعلت كما تفعل؟؟


كانت ساعات عصيبة، كنت أريد أن أصرخ لا لا يمكن، كنت أريد أن أقتله، وأقتله وأقتله،وبكيت ... كثيرا، وأنا أنتظر متى يعودان.


أم بسمة خلينا نروح الوقت تأخر""


لن أذهب حتى يعودان..


وبعد ساعتين عاد اليخت، وعادا معا للفندق، وسكنا تلك الليلة ذات الغرفة.. ككل ليلة وازداد ضعفي أكثر، لقد وجدت نفسي صغيرة جدا أمامها..

ولكن بفضل الله ثم مع الدكتورة ناعمة اكتشفت أسرار قوتي وأبرزتها وجعلته يعض أصابع الندم لأنه كاد أن يخسرني..





عندما دخلا غرفة الفندق، انقطعت علاقتي به نهائيا، لدرجة أني شعرت بالغربة الشديدة وأنا في وسط بلدي، شعرت أني كالقشة في مهب الريح، وأني بلا أهل ولا أصحاب ولا أحباب، كاليتيمة في ليلة العيد، كالوحيدة في صحراء جرداء، كاللاشيء، خواء بحجم السماء احتل روحي، ومزقها أشلاء، وقفت في الممر الطويل، أرمقه وقد أغلق الباب دوني....

وكان الدرس الأول...

هو كان حياتي وكل شيء بالنسبة لي، ونسيت من أجله ذاتي، وحين اختفى، أصبحت بلا هوية ....

ووجدت نفسي أسأل نفسي من أنا، من أنا....؟؟ من أكون في هذه الحياة بلا مصير........ وعدت إلى البيت وطوال الطريق لم تنزل لي دمعة واحدة توقفت دموعي حين أقفل بابه دوني .... هناك توقفت عن البكاء عليه إلى الأبد....... هناك تعلمت أن لا أحد يستحق أن أسحق ذاتي لأجله.......... لا أحد سينفعني سوى نفسي.........


وعدت إنسانة جديدة مختلفة كليا عن أم بسمة القديمة، قررت أني سأستعيد ذاتي وبقوة، تناقشنا أنا وصديقتي قي الطريق


هل أنت بخير، أنت صامته وهذا يخيفني عليك..


لا تخافي علي بعد اليوم أبدا، كنت أتساءل لماذا شجعتني الدكتورة على الذهاب لرؤيته، والآن فهمت، لقد فطمتني عن حبه، كانت تريدني أن أنضج، لقد نضجت بعد هذه الحادثة، صدقيني اليوم أصبحت أقوى..


أم بسمة منذ فترة وأنا أرغب في الحديث معك، أنا أيضا عانيت ما عانيت، فتخيلي عدت ذات يوم من عملي بسبب صداع أصابني، فرأيت زوجي ينام على فراشي بصحبة الخادمة ... كدت أتطلق منه بسبب هذه الحادثة، لكن بفضل الله ..أحد الباحثين في المحكمة أشار علي بمراجعة هذه الدكتورة لعلي أغير موقفي، وأنا اليوم أعيش حياة سعيدة ولله الحمد مع زوجي، أعرف أن الأمر مؤلم جدا وجارح بشدة لكن صدقيني بعد أن تخضعي لبرنامج العلاج معها سوف تكتشفين عالما جديدا مختلفا


إذا فأنت أيضا !!


ابتسمت :نعم.


نظرت لي وضحكت، وضحكنا وضحكنا،"" خلينا نمر على المحطة نشتريلنا شي نتعشا"" شو تاكلين" كيك"" محتفلة الأخت"" نوعا ما"" إذا تورتة""



عندما عاد إلى المنزل كنت لا أزال نائمة، صحيت على صوت الماء في الحمام، علمت انه موجود، شعرت بصداع فضيع في رأسي، وبدأت أستعيد ماحدث بالأمس، كان كابوسا، كان حقيقة.. كان حقيقة ..... إنه هنا، وكل شيء عادي..... عندما خرج من الحمام قال لي:


صباح الخير حبيبتي، وحشتيـــــــــني


آه نعم، أنت أيضا"" ببرود أخذت المنشفة ودخلت الحمام، وحينما خرجت لم أجده، وكنت أتمنى من كل قلبي أن لا أجده، عادي كل شيء عادي... كنت انتظر موعدي عند الدكتورة بفارغ الصبر، لدي الكثير من الحماس لأتغير، لدي الكثير من الإرادة لأنمو، وأنضج، وأصبح أقوى...


هذه المرة، انتظرت في الاستراحة لكي يأتي دوري، سمعت صوت سيدة تبكي بصوت قوي وتنتحب في المكتب، كان صوتها عاليا جدا وهي تقول"" ماذا أفعل، لقد دمرني حطم حياتي تذكرت نفسي، لقد تجاوزت هذه المرحلة........... بعد نصف ساعة خرجت من المكتب مبتسمة، وكأنها لم تكن تبكي، هذه الدكتورة ساحرة لديها قدرة عجيبة على غرس الشجاعة والقوة في قلوب السيدات..


أعتذر لأني تركتك تنتظرين.


دونت ووري / don't worry


تفضلي رجاءا من هنا ، أولا أنا أحيي فيك شجاعتك، وكنت متأكدة من أن نظرتي فيك لن تخيب، ولتعلمي أني لا يمكن أن أدفعك نحو هذا لولا أني استشعرت قوتك""


والآن دكتورة ماذا سنفعل؟


سنبدأ من جديد..


كيف؟؟


ننسى تماما وجوده ونهتم بأنفسنا..


جيد، لكن لماذا ترفضين أن أقوم بمواجهته..


لأن التوقيت غير مناسب..


لم أفهم..!


يوما ما ستفهمين، معي أريدك أن تنفذي ما أطلب، تماما..


حسنا..


أعطتني مجموعة من الاختبارات الخاصة بالشخصية، ثم قدمت لي معلومات دقيقة عن شخصيتي، أشياء أنا نفسي نسيتها عني، سألتني :أم بسمة لماذا لا تستعيدين هوايتك القديمة؟ تصميم الأزياء؟


لم يعد لدي ذات الموهبة لقد مضى وقت طويل.


الموهبة أبدا لا تموت، سأرسلك لإحدى السيدات، مصممة تدربي معها لفترة..


حاضر.


سأضع لك جدولا أسبوعيا للعناية بالنفس التزمي به، ولك الخيار في انتقاء الوقت المناسب للقيام بالأعمال الموجودة في الخطة..


بإذن الله..


غدا سيكون لدينا ورشة عمل حول اتيكيت المرأة الذكية..


جيد


الأسبوع القادم لديك موعد مع استشارية المكياج لتتعلمي كيف تضعين مكياج خاصا بك


شكرا


بعد غد ستلتقين خبيرة التغيير الخارجي ( نيو لك) الاختصاصية ميادة


أما ألآن فلدينا جلسة توجيه نفسي وإرشادي"" قالت لي الدكتورة:"" ستبدأين في تعلم الكثير عن علم نفس المرأة لتكتشفي ذاتك أكثر ..... ثم سننتقل لنتعلم الكثير عن نفسية الزوج، الرجل أنت بحاجة لتتعلمي بعض القسوة"" سأعلمك فن الحوار الساحر مع و كيف تصبحين ملكة متوجة من جديد ، عليك أن تتعلمي كيف تنتشلينه من تفكيرك، ورجاءا اقتلعي جذوره من قلبك، وتعاملي معه كصديق انسي أنه زوجك، ركزي على أنه مجرد صديق، ذلك سيمكنك من فهمه أكثر .


كانت الاستشارات متتابعة، لم تعطيني الفرصة لأفكر به، شغلت وقتي أربع وعشرين ساعة، حتى أني لم أكن أراه إلا نادرا.


هل بدأت في البحث عن عمل؟


نعم.


جيد، كذلك اتصلت بي المصممة وأخبرتني أنك متميزة في التصميم، وبهذه المناسبة أعددت لك مفاجأة"" لي ما هي يا دكتورة ؟


دراسة جدوى لمشروع تصميم أزياء الحفلات والمناسبات، وحصلت على تصاميمك من المدربة، وطلبت من إحدى المختصات عرضها على دور الأزياء في الإمارات وخارجها، وقد رحبت بك سبعة دور للأزياء، يعني المشروع جاهز، بقي أن تدبري المال..


سأبيع أسهمي..


إذا أنت لم تنضجي بعد..!!


ماذا تقصدين ؟؟


استعيدي مالك منه..


لا أستطيع أستحي..


وهل استحى حينما أخذه منك..؟!


دكتورة كل شيء إلا هذا..!


ستطلبين المال منه، لأن طلبك للمال يعطيه إحساس عميق بأنه رجل، وبأنك أنثى تحتاج إليه


لكن كيف أفعل ذلك قد يرفض!


أعملي التالي كما أقول لك........... وعملت لي سيناريو كامل، حتى ردود فعله كانت مشابهة كثيرا لما كتبته لي وتوقعته،


وفي المساء كنت هكذا.........


حبيبي........ أردت أن أحدثك في أمر رائع، وسيعجبك حتما.


ماهو..؟


لدي مشروع ناجح ومربح جدا أنوي أن أشركك فيه .


حقا، هل هو مضمون؟


تماما..


ماهو..؟


دار للأزياء ، هذه دراسة الجدوى، وهذه عقود تنتظر التوقيع..


من سيديره؟؟


طبعا أنا..


والأولاد ..؟


في عيوني ياعيوني..


كيف يعني؟ والبيت والمسؤولية"" سوبر وومن!


لا تخاف، ما بقصر في حقك أبدا""


طيب خليني أفكر!


يا بعد عمري السالفة ما فيها تفكير، الموضوع جاهز، بس إشارة من إيدك وتحقق لي حلم حياتي..


حلم حياتج ؟؟


وأنت الفارس..


طيب، بس لو أعرف من وين يبتي هالكلام الحلو..؟؟!!


ابتسامة حب...خاصة جدا........


وشو المطلوب: ثلاثمية وخمسين ألف بس..!!


وشّو؟؟؟""


حبيبي في شهرين بس بيتضاعفون أضعاف أضعاف..


خليني أفكر..


نظرة حزينة و دمعة صغيرة مزيفة..


طيب بس أنت تعرفين أبالي وقت عشان أدبر المبلغ..


بس لا تتأخر حبيبي علشان ما تضيع الفرصة


وعن طريق شركة خاصة (بتجهيز المشاريع عرفتني عليها الدكتورة)، استطعت ان أبدأ مشروعي و أخذت محلا راقيا في إحدى مناطق أبو ظبي..


خلال فترة التدريب كنت أمر بساعات من الحزن الشديد، والهم، وكنت في بعض الليالي أرمقه وهو نائم، وأسأل نفسي، كيف أستطاع أن يخونني، مرت علي أيام شعرت فيها بالعجز واليأس، لكن كلمات الدكتورة ترن في أذني، ومحاضراتها تشجعني، وقصصها التي تقصها علينا عن نساء قويات كيف انتصرن في النهاية كانت تشجعني، كانت بالنسبة لي كالوقود كالأمل.


في منتصف الطريق أحسست بمتعة التغيير بدا الأمر يبدوا ويظهر وجود بيزنس في حياتي غير شخصيتي، قدرتي على وضع مكياج مدروس الخطوط زاد ثقتي في جمالي، ولأني تعلمت كيف أنتقي ملابس تناسبني وتبرز مفاتني لزوجي، على يد الخبيرة ميادة، جعلني أصبح جذابة ..... لم أكن أعلم أني بهذا الجمال، لم أكن أعلم أن في داخلي كل هذا التميز، التحقت بدورة لتعلم اللغة الفرنسية، وأصبحت أتشدق بها في كل المناسبات، والأهم... الأهم من كل هذا، أني اكتسبت شخصية غامضة ساحرة، وفكرا ناضجا واعيا من خلال جلساتي المثمرة مع دكتورتي الموهوبة، لقد تغيرت كثيــــــييرا...... ماعدت أبدا أشبه أم بسمة المسكينة...


أصبحت امرأة بكل معاني الكلمة وبدأ زوجي يلاحظ، بدأت أرى عينيه تنطق بالحب، وأصبح يتصل بي كثيرا، ويعود للبيت مبكرا، وعندما يرن هاتفه في المنزل يغلقه، أصبح يتحدث معي طويلا، وأنا أهرب منه كثيرا.

يتصل بي وأنا في شركتي "" متى تخرجين"
" لدي عمل"
" اشتقت إليك"
" حولي الموظفات لا تحرجني"
" أحبك"
" أرجوك، "
" أحبك"
"إن لم تكف عن إحراجي سأغلق السماعة، لقد تلون وجهي"
" أيضا احبك"
"أصبحت احدد ما أريد ولا أتنازل عنه، وهو يال الدهشة ينفذ بلا تردد، وذات يوم، استيقظت باكرا قبل أن يذهب لعمله، غيرت ملابسي وخرجت لشركتي، حيث كان لدي استلام مجموعة من الأقمشة، وبعد ساعة اتصل بي، رأيت رقمه لم أرد، أعاد الاتصال........لكني لم أرد، اتصل على الشركة، أجابت الموظفة الآسيوية: إنها مشغولة سيدي""، عاد ليتصل على موبايلي، لم أرد، وبعد دقائق وجدته أمامي، كان مختلفا، كان ثمة شعور خاص في عينيه، كان مشتاقا لي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كان حزينا، والرجل عادة حينما يعشق يحزن، طلب من الموظفة أن تترك المكتب، أغلقه بالمفتاح، ثم جرني بقوة نحوه، احتضن وجهي بدفئ ثم قال لا تجننيني....... كان متلهفا بشكل غير طبيعي، وطبعا..... عملنا جلسة حب خاصة صغيرة في المكتب، يعني أنتوا فاهمين...........


وعندما هم بالخروج قبلني بحرارة ...... وضمني، ثم قال أريد إن أراك باكرا هذا المساء، فقلت له: إن كانت هناك هدية وسهرة وعشاء في أرقى مطاعم أبو ظبي أعدك أن آتي"" بل في قصر المؤتمرات"" لا تغير رأيك لن أقبل بأقل من قصر المؤتمرات"" ودعني، بعد أن ترك كل جزء من كياني يرتجف، هكذا هو الحب الحقيقي، لقد كانت من اللحظات المميزة التي لن أنساها أبدا.........


طبعا خلال هذه الفترة كانت هي موجودة، خطافة الرياييل، تذكرونها، أم فستان اسود، كانت لا زالت موجودة، لكنه رغم ذلك، كان يعشق امرأة جديدة هي أنا..............


انتظروا لتعلموا كيف تخلصت منها ولقنتها درسا لا تنساه


في تلك الأمسية قصدت الصالون، وعملت سيشوار وبدكير ومنكير، وتنظيف بشرة، ثم ذهبت للبيت، عملت مكياجي بنفسي، وتأنقت بشكل مميز، ثم ذهبت للشركة، أشرفت قليلا على الموظفات، وعند السابعة والربع كان ينتظرني في سيارته أسفل المبنى، جاء مبكرا ساعة إلا ربع، "
" انزلي"
" ليس الآن لم أنهي عملي بعد"
" انزلي أو سأطلع وأشيلك من فوق"
" لا أرجوك، مجنون وتسويها" طيب أنزلي"
" انتظرني عشر دقايق بس"
" وانتظر ربع ساعة، تأخرت متعمدة مع إنه لم يكن لدي عمل ساعتها. ركبت السيارة ريحتها حلوة، مبخرها ومعطرها، وحاط موسيقى هادية، أخذ يرمقني بنظرات أعجاب، وسأل:: كل هذا علشان الموعد:: في الحقيقة لا، كانت عندي اليوم مقابلة مع زبونة ثقيلة وايد ( يعني راقية مجتمعيا ) ولأنه كان مزاجي اليوم رائق )..."
" نعم، فهمت"
" أردت أن أحبطه لكيلا يظن أني اهتممت بنفسي لأجله.


أخذني على الكورنيش، تمشينا بالسيارة طلبنا موكا، وتمشينا على الكيف، كان بين وقت وآخر يمسك بيدي ويبتسم بحب، لم نتحدث كثيرا وحرصت على الصمت، لكنه قال: لا أعرف ماذا يحدث لي، أصبحت لا أطيق ابتعادك عني ابتسمت بثقة دون أن أنطق بكلمة.......


وأصبح يتحدث ويتحدث وأنا أبتسم أو أضحك، أو أتمايل بثقة لكن لا أتحدث.... هكذا علمتني الدكتورة، وهكذا كنت أشعر بالرقي، والثقة العميقة......... كنا قريبين من قصر المؤتمرات حين استأذنني في الرد على هاتفه، الذي كان يضيء طوال الوقت، لقد وضعه منذ البداية على الصامت، لكن أضواءه تؤكد أن ثمة من يتصل بشكل متواصل وهو لا يرد، حينما رد أخيرا"
" ماذا هناك"
" كيف حدث ذلك، ما هذه المجنونة، إني قادم، .....الآن،"
" كانت الساعة الثامنة والنصف، عندما قال هناك مشكلة في الشركة خاصته وسيذهب فورا، وبسرعة البرق أعتذر مني محرجا غاضبا حانقا، وأعادني للبيت أنزلني عند الباب، وذهب..

الخميس، 1 يوليو 2010



حينما فتحت الصندوق الأحمر وجدت طقم من الأماس، عقد فخم جدا، وقرطين، وأسويرة، وساعة يد، مع خاتم، طقم ماس راق ورائع جدا، مع فاتورته باثنين وثلاثين ألف درهم، وبطاقة، قتحت البطاقة وقلبي مليء بالخوف، لا، لا يمكن أن يكون هذا الأماس لها، فتحت البطاقة وقرأت فيها كلمات : حبيبتي روزا، احترت ماذا أهديك ، فكرت أنك كنت تحلمين بهذا العقد، أتمنى لك عاما سعيدا،أريدك في كامل أناقتك الليلة لدي مفاجأة أخرى!


آآآآآآآآهـ

آآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ

وضعت يدي على فمي، لم أكن قادرة على الاستمرار في مسك أعصابي، أمسكت بطني أحسست أن ثمة جرح في صدري ، وجرح أخر غائر في قلبي، لا يمكن أن تفعل بي هذا، حرام عليك، تهديها الأماس وتستكثر علي إصلاح خاتمي المكسور ! لا يمكن، انزويت نحو حمام الكراج، أغلقت الباب بالمفتاح، وجلست أبكي وأتساءل لماذا وأنا التي بعت كل قطعة من مجوهراتي لكي أساعده، وأقف إلى جواره، هذا جزائي؟
 لماذا؟
ماذا فعلت له ليكون هذا جزائي في النهاية؟

بقيت على حالي من القهر والموت أبكي، حتى انتفخت عيناي من شدة البكاء، ولم أدري بأن الوقت مضى بي، حتى سمعت أذان الفجر، فاستغفرت ربي، وهدأت نفسي، وغسلت عيناي بالماء الدافي، وخللت الماء بأصابعي في شعري بحثا عن البرودة، ثم توضأت، وذهبت أصلي، وبعد الصلاة فكرت ماذا أفعل، فكرت في الاتصال بالدكتورة، لكني كنت محرجة فالوقت مبكر، ومع هذا اتصلت: ألو.... ألو...من معي"" كنت أقاوم البكاء والدموع، فأقفلت هي الخط، ثم عدت واتصلت:

ألو دكتورة آسفة على الإزعاج أنا أم بسمة!

من أم بسمة؟

زرتك البارحة

زوجة رجل الأعمال!؟

نعم أنا هي، آسفة على الإزعاج في هذا الوقت!

قاطعتني لا يا أختي أنا أصلي الفجر لا إزعاج ولا غيره أخبريني حبيبتي ماذا حدث؟

لقد اكتشفت كل شيء إنه على علاقة بأخرى... وحكيت لها كل التفاصيل...

قالت: عادي عادي أنه أمر يتكرر يوميا مع كل النساء لكن المرأة الذكية هي التي تخوض التجربة وتنجح..

أنا لم أعد أريده دكتورة أريد الطلاق!

لا يا أم بسمة تصورت أنك أقوى من ذلك، تصورتك أعقل!

أرجوك يا دكتورة لم أعد أحتمل أريد الطلاق!

إنك تحبينه بجنون، وهذا السبب لما أنت عليه الآن، اهدئي فزوجك لك ، ويستحق القليل من الصبر، سأساعدك وأعيده بإذن الله لك، فقط إصبري واسمعي كلامي جيدا!

لكن!

لا لكن ولا غيره، من أجل بسمة وأخوها يجب عليك الصبر بعد.

هل أواجهه ؟

لا إياك أن تفعلي ذلك، في مثل موقفك لا تصلح المواجهة!

ماذا أفعل؟ متى موعدنا القادم؟ لقد حجزت موعدا على الأسبوع القادم،اتصلي على السكرتيرة عند التاسعة واطلبي موعدا طارئا وليكن مساء الغد"" حاضر.

لكن ماذا أفعل الآن"" خذي العقد فهو من حقك، أنت وجدته أولا وضحكت"" فأضحكتني.

وأضافت: "يجب أن تأخذي العقد"

"لا يهمني العقد ""

بل يهمك ويجب أن يهمك من الآن وصاعدا"

لكن كيف؟

أعيديه إلى مكانه، ثم تظاهري بأنك تنظفين السيارة..

ولكن الصندوق يحتوي على بطاقة تحمل اسمها..!

إذا فافعلي التالي :..........إلخ ( شرحت لي الفكرة )

وفعلا أخذت الصندوق إلى مكانه..ثم أمرت الخادمة بتنظيف السيارة من الداخل، ووضعت بها بعض البخور وعطرتها، ثم فتحت شنطة السيارة، وأحضرت طفلتي ووضعتها لتلعب في شنطة السيارة، وأنا أراقبها، رميت البطاقة تحت السجادة، ورميت الشريط فوق السجادة وشجعت ابنتي على اللعب بالصندوق الأحمر، وعندما هم بالذهاب للعمل، تبعته وقلت له:
 حبيبي لقد اهتممت بنظافة السيارة بنفسي اليوم..
عندما اقتربنا منها بدا عليه القلق والخوف، ثم سارعت إلى شنطة السيارة وقلت :
ما هذا سبحان الله ما هذا العقد الجميل أنظر يا حبيبي ماذا وجدت بسمة في السيارة، هل هو هدية لي، يا رب الحمد لله أخيرا عوضتني الحمد لله ، شكرا يا حبيبي شكرا..
وهو يتفرج بذهول، ثم أسرع وأمسك بالصندوق ,أخذ يقلبه بحثا عن البطاقة، ثم قال:
لكن هذا العقد..!
قاطعته: لا تقل شيء فدموعي ستسقط من شدة التأثر حبيبي، شكرا... قبلته، وأخذت العقد كاملا بكل ملحقاته، وحملت طفلتي وعدت إلى الداخل !!!

أغلقت الباب، وانتابني شعور عميق بالفخر والسعادة، شعرت من جديد بالقوة، نعم كلامها صحيح هذه الدكتورة تعلمني الأخذ مع هذا الرجل، ولا تعطي بعد اليوم سوى القليل والقليل جدا، بعد ساعة اتصل بي من عمله، قال: لقد كنت أنوي أن أجعلها مفاجأة لك، إنك تستحقينه، لكن بسمة خربت المفاجأة..... كان حزينا متأثرا في صوته، يبدوا أن كلمة عوضتني جابت نتيجة!!!!

ولكن..

ما هي المفاجأة التي يحضرها لها....؟؟

وكيف انتزعتها من حياتي ورميت بها كالخردة المهترئة؟؟

الخميس، 28 يناير 2010




     دخلت المنزل ، ورميت عباءتي على الكرسي، ودخلت غرفة المكتب مباشرة وبدأت أفتش هذه الغرفة التي بقيت غامضة لفترة طويلة، فتشت أولا الأدراج الأمامية لطاولة المكتب، ولم أجد أي شيء يذكر، ثم فتشت، الأدراج الجانبية، ولم أجد شيء، وأخيرا لمحت درجا في الأسفل، مقفل بالمفتاح، بدأت أبحث عن المفتاح، ولم أجده، وهنا تذكرت مشهدا من الأفلام المصرية عن فتح الأبواب المقفلة، وبدأت أجمع كل القطع المعدنية المسننة في منزلي وانطلقت نحو الدرج، وكل مرة أدخل قطعة وأبدا في تحريكها في القفل وبعد ربع ساعة من المحاولة فتحت الدرج، لأفاجأ... بظرف وردي، وعلبة ساعة، ورسالة معطرة...!


     أخذت الظرف أولا وفتحته، وكان مليئا بالصور، لزوجي مع امرأة !!! في أوضاع خاصة، يعني كمن تكون عشيقته !

     هنا انتهيت!

     عالم من الضوضاء احتل رأسي، عالم من الدوران، كانت الصور كثيرة... صورة لهما معا في أحد منتزهات ماليزيا، وصورة أخرى لهما يقبلها فوق ثلوج ألمانيا، وصورة يطوقها بذراعيه من خلف ظهرها بحنان بالغ في أحد مطاعم لندن، وصور كثيرة لهما يتنزهان في دبي و أبو ظبي، وشواطئ الفجيرة، حيث قال أنه ذاهب ليخيم بصحبة أصدقائه، كان معها ينزهها، ويسعد قلبها يفسحها في الوقت الذي كنت إعاني فيه الوحدة والألم، أخَذَت حقي فيه، سرقتني زوجي، وهو أعطاها حقي فيه وحرمني ..... حسبي الله ونعم الوكيل....صرخت وأنا أراقب الصور الواحدة تلو الأخرى، هذه هي الأعمال التي كان يسافر ليعقدها !!

     بصعوبة حاولت أن أرى الرسالة من بين دموعي، أمسكت بها وبدأت أرأها وهذا نصها..........

     (حبيبي فلان.....أنا ما بعرف شو ممكن أحكيلك، بس والله اشتأتلك كتير، آخر مرة شفتك فيها، حسيت أنه فيه شي عم يربطنا سوا، أنت أول إنسان بحبه....... صدقني مش آدرة أنساك، بعرف أنه عندك مرة و ولاد، بس كل هيدا ما بيهم، المهم الألب اللي بحب.... وألبي كتير كتير بحبك...حبيبي ربنا يخليك، خدني لعندك، ما عاد فيا أبقى بعيد عنك، سدقني.. راح جن، بشتألك طول نهار، بدي اغفا في حضنك....... خدني لعندك عالإمارات، بكون حدك وقت ما بدك بعتلك هدية ان شاء الله تعجبك

روزه

2/8/2003  )

     قمت بتصوير الرسالة سريعا بجهاز الفاكس، ثم فتحت علبة الساعة ووجدتها فارغة، إنها علبة الساعة التي لا تفارق يده والتي قال أنها هديه من مديره في العمل، بحثت في الأوراق الأخرى في الدرج، لأجد صورة جوازها، فيزا باسم زوجي وكفالتها على المشروع التي أنا شريكته فيه.

     وجدت أيضا فواتير باهضة جدا لتسديد هاتف غريب و موبايل خط، سجلت رقم الهاتف ورقم الموبايل، أعدت كل شيء مكانه بسرعة، ثم حاولت أن أقفل الدرج ليعود كما كان فلم أستطع، فكرت ماذا أفعل، حاولت وحاولت، بكل السبل، فلم أتمكن من ذلك، أغلقته وتركته هكذا لعله يظن أنه نسي أن يقفله........!

     ذهبت مباشرة إلى غرفتي، ولا تعتقدوا أن الأمر هين، كنت أرتجف من شدة الألم، كنت تائهة، تأكلني الغيرة، وتلتهمني نيران الاستغفال، شعرت كم كنت امرأة غبية، كنت غبية، أعيش فعلا في عالم أخر،عالم النضال والجهاد والمرأة الطيبة الساذجة.... وهو يحيى حياته ويصرف أموالي على تلك الـ......
     أحسست بالعار من نفسي من شدة غبائي، طوال تلك المدة وهو يضحك علي، ويسخر مني، ياربي جلست على طرف السرير أفكر، ماذا أفعل؟؟

     رفعت سماعة الهاتف وحاولت الإتصال بالأرقام ثم عدت وأغلقت السماعة، وتذكرت كلام الدكتورة"" لا تتهوري، إن أقل خطأ يمكن أن يدمر كل شيء""

ثم اتصلت بالاستعلامات سألت الموظف:

لو سمحت الرقم كذا كذا يتبع لأي منطقة؟

قال: الكرنيش.

هلا أعطيتني العنوان لو سمحت؟

أسف هذا غير مسموح!

هلا أخبرتني باسم من؟

أسف هذا غير مسموح!

     فجأة أصبحت أبحث عن أي معلومات جديدة أيا كان نوعها أريد أن أعلم أكثر، لا أريد أن أكون غبية مجددا أريد أن أعلم كل شيء يحدث حولي، حتما سأعلم !

     أريد أن أعرف هل تزوج منها.؟؟ هل يقيم معها؟؟ هل الشقة باسمه؟؟؟ أريد أن أعرف كل شي؟؟ ولأول مرة أشعر ان هذا الرجل لا يعنيني، ولا يمت لي بصلة...!

     عاد للبيت عند الثالثة بعد منتصف الليل، كان مزاجه سيئا كالعادة، عندما رأيته هذه المرة ، كانت نظرتي له تختلف ، كنت أرى فيه رجلا غريبا ، لم يعد كياني كما كان، لم يعد جزء مني لم يعد قطعة من قلبي، أصبح رجلا غريبا لا يهمني أمره، ولا انزعاجه.... فليحترق لم يعد يهمني هكذا كنت أحدث نفسي...

ذلك الذي تركني أتألم وهو يلهو..!
                أنهار وهو يغازل سواي..!
                                    أموت وهو يغني..!


 لن أسامحه أبدا....

غير ملابسه وأوى للسرير لينام، سألني "" ألن تنامي"" قلت : ليس بعد...!

     انتظرته حتى غط في النوم وأخذت مفتاح سيارته، تسللت من نافذة المطبخ إلى الكراج، وبدأت أفتش في السيارة في البداية لم أجد شيء وأخيرا لاحظت ارتفاع السجادة في شنطة السيارة رفعتها، ورأيته، صندوق مغلف بالحرير الأحمر، يطوقه شريط زهري، أخذت العلبة وأغلقت شنطة السيارة بهدوء، وانزويت في طرف الكراج، فتحت الشريط ثم أزحت الحرير، لأجد صندوقا أحمر، منقوش بالذهبي، فتحته بحذر، وكانت الصدمة........!!

تابعوا الأحداث القادمة..
لتعرفوا ماذا وجدت في الصندوق الأحمر؟




الخميس، 21 يناير 2010

    
     مرت علي صديقتي، وذهبنا معا، دخلنا المركز، وقدمت لنا السكرتيرة المبتسمة الشاي والعصير، حتى يأتي دورنا، وبينما نحن نتحدث إذا بصديقتي تهب واقفة مستبشرة ""أهلا أهلا، دكتورتنا .... و تحاضنتا بحب واضح"" كنت أرغب في رؤية وجه السيدة التي ستحل مشكلتي، وصدمت، تخيلتها امرأة كبيرة في السن، ذات نظرات سميكة، فإذا بي أرى امرأة في مثل عمري أو حتى أصغر، وبصراحة سمحة الوجه بشوشة، ملامحها كالطفلة البريئة، هل هذه قادرة على حل مشاكلي..؟؟ هل هذه المرأة تعرف شيء عن الزواج، لا يبدوا عليه أنها متزوجة فهي صغيرة ومرحة... تهامست معها صديقتي ثم توجهت الدكتورة نحوي قائلة :

أهلا يا أم بسمة، أخيرا استطعنا رؤيتك، هيا تفضلي معي..

التفتت نحو صديقتي وسألتها: ألن تأتي معي؟

قالت الدكتورة بابتسامة"" ممنوع، أريدك وحدك لنتحدث بصراحة"".

وفي مكتبها المغلق، قالت: ""نعم ككل العميلات تظنين أني صغيرة لكني متزوجة منذ عشر سنوات وأم ""،

استحيت منها لأنها كشفت أفكاري، وبدأنا نتحدث، أخبرتها عن مشكلتي كلها..

كانت طوال حديثي ترقبني بعينين غامضتين، لم أفهم نظراتها، وأخيرا قالت لي:

أنت امرأة حالمة... وهذا هو السبب في مشكلتك، هل تشاهدين أفلام مصرية كثيرة ؟؟

ضحكت وقلت نعم.

ضحكت قالت لي هل أستطيع رؤية صورة لزوجك؟

قلت لها نعم.

ثم نظرت في الصورة لدقيقة وقالت زوجك شخصية شمالية غربية، وأنت شخصية جنوبية، قلت: عفوا لم أفهم، ثم تابعت: إن زوجك رجل إنفتاحي يحب الحرية، وهو رجل أعمال ناجح، وجذاب بالنسبة للنساء الباحثات عن المال والتميز، أما بالنسبة للمرأة التي يحبها فهي التي تشعره برجولته.

سألتها: كيف؟؟

قالت:بعض الرجال يا أم بسمة يحبون المرأة المطيعة الهادئة كالرجل الجنوبي، والبعض الآخر يحب المرأة المتمردة العنيدة، وبعضهم يحبها قوية الشخصية أميرة متوجة، هذا هو زوجك، وأنت رميت بتاجك منذ زمن بعيد، لذلك ما عدت تجذبينه أبدا.

لقد تخليت عن وظيفتك التي كانت سببا في تعرفه عليك، نسيت أنها السبب في انجذابه نحوك... كان من الممكن أن تنتقلي إلى قسم أخر يريحك أكثر وسط زميلات من النساء بدل الاستقالة.

ثم بدأتِ في رعايته وخدمته في حين أن الرجل الشمالي لا يعشق المرأة التي ترعاه إنه يشفق عليها فقط، بينما يذوب عشقا في السيدة المتوجة التي تتصرف بكبرياء، يحبها سيدة أعمال ناجحة، امرأة مشغولة بنفسها دائما، ليس لديها وقت للآخرين، يريدها قوية لا تنهار لأتفه الأسباب، لا تبكي أمامه أبدا عليه، إن بكت تبكي فقط لتتدلل.

وأنت كنت عكس ذلك، وأعلم تماما كيف تفكرين فكل يوم تمر علي نساء مثلك، بريئات يتصورن أن كل الرجال يتشابهون وأن ما نجح مع والدها قد ينجح مع زوجها، الزمن تغير والرجال تغيروا، عندما رفض زوجك مساعدتك المادية له في البداية كان عليك احترام رفضه وعدم الإلحاح في تقديم المساعدة لأن هذا حطم العلاقة الخاصة، يحب الرجل أن يتميز بمساعدته لزوجته، ولا يريدها أن تلعب دوره أبدا، وأنت لعبت دوره وقمت بمساعدته ماديا.....أسوأ فعل ترتكبه النساء مع الأزواج هو عرض المساعدة..!!

تحدثت عن أخطائي طويلا!... كل ماكنت أفعله كان خطأ ، وكنت أظنه صح!

نظرت في الصورة من جديد وقالت: "" واضح تماما أن زوجك يمارس العلاقة الزوجية بحب، أي يحب أن يمضي العلاقة في أجواء خاصة، ويحب أن يسعد المرأة التي بصحبته"""

قلت : نعم كان هكذا في بداية الأمر، لكن الآن تغير الوضع..

أجابت: سيتغير حتما، لأنك لا تفهمين شيء عن التناغم .......؟؟؟

سألت: وما هو التناغم ؟

إنها يا أم بسمة علاقة خاصة بين شخصين متفاهمين تسير بانسيابية سأعلمك كل شيء في الجلسات القادمة، فلا تستعجلي""

نظرت للصورة من جديد، ثم قالت:

عزيزتي من خلال ما ذكرت فإني أجزم أن زوجك يعيش قصة حب عنيفة ، ويمكنني أيضا أن أذكر لك بعض مواصفات حبيبته..

قلت: لا، لا يمكن أن تكون هناك حبيبة، ربما نزوات ربما..

قالت: لا يا أم بسمة إن كنت تبحثين عن من تجاملك فلست أنا، أنا سأخبرك الحقيقة التي أراها في تحليلي للحكاية، زوجك عاشق، وعشيقته امرأة خاصة، وأغلب الظن أنها لا تحبه بقدر ما يحبها، إنها تتعبه كثيرا، ولذلك هو أيضا يتعبك، ولكنها سيدة أعمال أو امرأة عاملة وحرة..!

وجدت نفسي أدافع عنه وأقول: لا يادكتورة أنا متأكدة أن العمل هو السبب، لا يكمن أن يعشق فهو يحبني ولكنه مشغول!

رمقتني بعين حنونة، وقالت: إلى متى سندس رؤوسنا في الرمل كالنعامة، لكي نحل المشكلة علينا أولا أن نواجه الحقيقة.....لا تهربي منها واجهيها....... الآن.

سمحت لي باستراحة مدة عشر دقائق لأفكر وخرجت..

لقد كنت أعلم بذلك، إنه يحب امرأة أخرى كنت أشعر بهذا لكني أخدع نفسي كل يوم، وأتحايل على نفسي، لكي لا أرى الحقيقة....... أشياء كثيرة تمنعني من أن أواجه نفسي... لأني لا أريد أن أصدق فإن صدقت سأموت... قلت لها هذا ..

فقالت: لا لن تموتي.... أبدا بل ستولدين من جديد..!! علميه كيف يكون العشق .... فأنت لديك الكثير الذي لا تعلمين عنه، لديك مواهب رائعة لكنها دفينة، سنكتشفها معا....... وأعدك أن أجعله مغرما بك يتلهف عليك ويتمنى أن يبقى قربك طوال عمره.......

أعادت لدي الأمل...وأحيت قلبي بكلماتها.....

سألتها كيف أتأكد من قصة عشقه، هل هناك وسيلة...؟؟؟ نظرت إلى الصورة من جديد وقالت: نعم، من خلال تحليلي لنظرة عينيه فأني أعتقد بان هذا النوع من الرجال يخبئون أسرارهم في المكتب، أو السيارة، أو في شقة خاصة أخرى!

ثم دخلت السكرتيرة وقالت: انتهى الوقت!

وهنا نهضت الدكتورة واقتربت مني، ضمت يدي بحنان وقالت: أم بسمة، إن ما تقومين به هو جهاد عظيم، فأنت تنقذين أسرتك من الانهيار، وأريد أن أهمس لك بكلمة، كوني قوية ومهما رأيت لا تتهوري أبدا، إن أدنى خطأ قد يسبب لك المتاعب، كوني حذرة واعلمي أن زوجك شخص جيد، فلم توافقي على الزواج به إلا لما أحببت صفاته ، فلا تخسريه، أريدك أن تكوني قوية ابحثي جيدا في الأماكن التي طلبتها منك، لكن لا تتهوري، عندما ترين الحقيقة اتصلي بي ، أو بصديقتك، ولا تخبريه أنك اكتشفت الأمر، لا تواجهيه أبدا..وعودي هنا لأخبرك عن المرحلة القادمة... سأعد لك برنامج تغيير رائع يجعله يهيم بك......

تركتها وسجلت موعدا آخر.... وذهبت و أنا أفكر ماذا سأجد إذا فتشت؟؟...ترى ماذا وجدت يا بنات؟؟ وجدت الصندوق الأحمر....الذي كاد يدمر حياتي؟؟؟

يتبع ،،

الاثنين، 18 يناير 2010

ومرت الأيام بلا جديد ، حياتنا باردة ، هو دائما خارج البيت ،وأنا طوال الوقت عصبية ومنهارة وأبكي،ثم فكرت في زيارة طبيب نفسي بعد أن أصبحت حالتي النفسية تؤثر في نفسية أطفالي، فهم أيضا أصبحوا مكتئبين، وقلقين وعصبيين،ذهبت لطبيب نفسي أستمع لي لمدة نصف ساعة وقال خذي هذه الأدوية بانتظام!


(( فقط،هذا فقط؟؟ ألن تنصحني بعمل شيء؟ ألن تحل مشكلتي؟؟))

خرجت من عيادته منهارة أكثر ولأول مرة أشعر بحجم مشكلتي، أنا حقا في مأزق كبير، فمشكلتي أكبر من أن يحلها الطبيب، ولأول مرة أيضا أحدث أختي في موضوعي، حدثتها، واستمعت لي، ثم قالت: كل هذا ونحن لا نعلم، كيف تسكتين على هذا..؟؟ أنت بحاجة إلى حل...!

ذهبت معها لاستشارة إحدى الاستشاريات، وحضرنا أنا وهي عدة محاضرات، حول التجمل للزوج، وحق الفراش، وحسن العشرة، والتعاون، وكل الكلام المعاد والمكرر.....

لكن مشكلتي تختلف! فأنا اهتم بنفسي جيدا، وأساعد زوجي وأرعى حقه في الفراش، وأحبه، أفعل كل شيء بلا فائدة ! يئست كثيرا..!! يئست جدا..!!

زادت معاناتي أكثر، بعد أن علمت أختي بحكايتي لأنها كانت قلقة علي طوال الوقت، حزينة لأجلي..!!

وذات يوم حدثت المعجزة..!! كانت لدي صديقة قديمة، لم ألتقيها منذ مدة، وبينما أنا في مستشفى الكرنيش تفاجأت بها أمامي، وكان لقاء ساخنا، سالت لأجله الدموع، ووعدنا بعضنا أن نتواصل ولا نفترق أبدأ، لاحظت السعادة المشرقة في عينيها، ووجدتها لا زالت شابة يانعة، بينما أنا حزينة متعبة، كانت ملابسها راقية، وطفليها الجميلين ما شاء الله يبدوان مرحين على العكس من أطفالي، تلبس ساعة ماسية، وأنا ليس لدي سوى خاتم خطوبتي المكسور أديره كي لا يعلم أحد أنه مكسور!

جلست إلى جوارها خجلة من مظهري، ولكنها كعادتها لا تهتم لمظهر الآخرين، إنها سعيدة برؤيتي، صديقتي الحبيبة لم تتغير... لازالت بطيبتها وجمالها.

في نهاية الحديث قالت لي: أين ذهبت ابتسامتك الجميلة، طوال حديثي إليك لم ألحظ سوى واحدة حزينة، لن أسمح لك بالذهاب قبل أن أرى ابتسامتك الجميلة، وكانت فعلا أول مرة أبتسم بفرح منذ فترة طويلة.

تحسنت نفسيتي قليلا بعد لقائي صديقتي، أصبحت أفضل ذلك المساء حضرت العشاء بنفس لأولادي أحتضنتهم، وقبلتهم قبل النوم، وأنا لم أفعل ذلك منذ فترة طويلة...

أصبحت صديقتي تتصل بي بشكل دائم، أنعشت حياتي قليلا، ثم أصبحنا نخرج سويا بصحبة الأطفال للحدائق ومراكز الألعاب..

 وفي إحدى المرات: سألتني ماذا بك؟؟ لم تعودي كما كنت، أنت حزينة، أشعر بك؟

ترددت في الحديث، لكنها أمسكت بوجهي وحاصرتني بنظراتها، فانهارت دموعي، ولم أدري ما أصابني،بقيت أبكي، وأبكي، وأبكي ...دون توقف........ احتضنتي كطفلة صغيرة .. وبدأت تهمس في أذني: أعدك أن كل شيء سيكون بخير..أعدك فاهدئي... وحكيت لها كل شيء... كل شيء، وكأني كنت أرمي كما كبيرا من الأثقال عن صدري، حتى ارتحت تماما

كانت تستمع بصمت، وابتسامة خاصة، وعندما انتهيت ابتسمت أكثر وقالت: أعدك أن كل هذا سيتغير.!!!!

وبعد يومين اتصلت بي ، وأخبرتني أن هناك موعدا هاما ينتظرنا، وطلبت مني أن لا أسألها !

وألحت علي بشكل غريب، سأستأذن من عملي وأمر عليك كوني جاهزة، لا أريد أي تأخير...

إلى أين؟؟ أخبريني، من حقي أن أعلم.؟؟

ردت: إلى مكان ستجدين فيه حلا لمشكلتك بإذن الله... !!

لكني ألححت أردت أن أعلم إلى أين ستأخذني؟؟

قالت: استشارية، ستستمع لك وتحل مشكلتك، إنها مختلفة ؟؟

فغضبت وصرخت: لا أرجوك لا أريد لم أعد أحتمل المزيد من الإحباط، لن أذهب، ورجاء لا تلحي علي..

جربي يا صديقتي لن تندمي إن شاء الله،جربي هذه المرة الأمر يختلف ..

لا .. أرجوك أنسي هذا الموضوع نهائيا..

لقد حجزت موعدا فلا تحرجيني معها، أرجوك أعطي نفسك فرصة أخيرة..

لا لن أذهب إلى أية استشارية، لن أذهب، إنهم جميعا...!

وأغلقت الهاتف، وأغضبت صديقتي الوحيدة، ودخلت غرفتي أقلب صندوق ذكرياتي بهستيريا ، أبحث عن رسائل زوجي لي وبطاقاته القديمة، وصور الخطوبة وكل الذكريات الجميلة رميتها على الأرض وبدأت أمزق ما يقع في يدي، وأبكي بحرقة، ثم فتحت دولابي ومزقت جميع قمصان النوم الجديدة التي لم تفلح في حل مشاكلي، ثم أخذت علبة مكياجي ورميت بكل محتوياتها في فتحة المرحاض!!

كل هذا فعلته بسرعة ودون وعي مني، ثم انهرت على أرضية الحمام أبكي في زاوية منه وأتساءل بصوت مسموع، لماذا فعلت بي هذا ؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟ أين أنت الآن؟؟ وأنا في انهياري، وألمي؟؟ أين أنت؟؟

كنت أفتقد زوجي بشدة، ومررت بمرحلة جوع عاطفي شديد، كنت أتوق لكلمات تشعرني بالأمان، أتوق لحضنه، وكلماته الحانية، واطمئناني إلى جواره، سمعت الخادمة صوت بكائي فهرعت إلي ورفعتني عن الأرض وقدمت لي العصير واتصلت بأختي، وجاءت أختي مسرعة...؟؟ وحملتني إلى المستشفى، وهناك تبين أني أعاني من أعراض انهيار عصبي ! وحقنت بمهدئ ونمت حتى صباح اليوم التالي!

حينما أفقت وجدت أمي وصديقتي إلى جواري، ولم أره هو ! فسألت عنه! لكن أمي ردت بغضب: بعد تسألين عنه، الله ياخذه ما دريت أن المشكلة واصلة لهذي الدرجة، مالج رجعة لبيته إلا بعد ما يشوف أبوج وأخوانج.

عدت مع والدتي إلى بيت والدي، وهناك أيضا كان طفلاي الصغيران،

علمت فيما بعد من صديقتي أنه جاء ليراني في المستشفى وكان خائفا علي لكن أمي منعته،وعند المساء جاء إلى بيت أهلي، ليطمئن على صحتي، ويعيدني للبيت، لكن أبي طلب منه جلسة تفاهم، واستدعيت لمواجهته..

سأله أبي ما سبب كل هذه المشاكل؟

فأجاب: أية مشاكل لا توجد مشاكل بيننا، لقد خرجت البارحة للعمل، ولم تكن هناك أية مشكلة... بيننا !

فسألني أبي: ردي عليه ماذا لديك، قولي ما سبب هذه المشاكل؟

فجأة ضاع كل الكلام! فجأة لم يعد لدي سبب، نعم، ما هو سبب مشكلتي، لماذا أنا حزينة، لم أعد أتذكر، أو، لأن الأمر........... بقيت صامته، لم أتحدث، ماذا أقول، أن زوجي لا يعاملني بحب، ولا يحتضنني كما كان، ولا يهتم لمشاعري....... ماذا أقول؟

انتهى النقاش، وطلب منه والدي أن يحسن عشرتي، وهو قال لوالدي: كل شيء على ما يرام.......!

وعدت للمنزل مع زوجي الذي طوقني بذراعه أمام والدي، وقبلني بدفئ مصطنع، وعند باب بيتي رن جرس الموبايل الخاص بزوجي فقال لي أدخلي البيت وارتاحي وغيري ملابسك، وأنا لن أغيب سأحضر العشاء وأعود، صدقته، ونزلت... مرت الساعات، وغفوت على الصوفا، لأفيق عند السابعة صباحا، ......... وهو لم يعد بعد..!!

ترى هل آن الأوان لأزور الدكتورة ناعمة.............!!؟؟ تلك هي المسألة..؟؟ وذلك هو الحل....؟؟ لكن ليس بهذه السهولة ... فالدموع القادمة أكثر ........والألم القادم أشد !

دخل زوجي الفاضل البيت عند السابعة والنصف، مستعجلا،

"" صباح الخير حبيبتي""

ثم جرى سريعا نحو الغرفة ليبدل ملابسه ويذهب لعمله..

تبعته: أين كنت حتى الآن؟؟

كل يوم علي أن أجيب عن هذا السؤال،كم مرة قلت لك أنها أعمال!

أية أعمل هذه التي تستمر طوال الليل؟؟

لا حول ولا قوة إلى بالله، أتركيني أبدل ملابسي، لا وقت لدي للنقاش!

لا وقت لديك للنقاش، متى سيكون لديك وقت لأراك ؟

اتركيني الآن وإلا أقسم بالله !

قاطعته"" أقسم بالله ماذا ؟؟ ماذا بقي تهددني به""

اسمعي هذه حياتي، وهذا طبعي أعجبك أهلا وسهلا لم يعجبك، ألبسي الباب( يعني أخرجي من البيت) !

ودفعني خارج الغرفة من كتفي بقسوة و إهانة ، ولأول مرة يتملكني هذا الشعور العنيف، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا انقض عليه وأضربه بكلتا قبضتي على صدره، وأصرخ" بعد ماذا تطردني بعد أن دمرت حياتي، أنت دمرت حياتي، أنت دمرت حياتي........ وبقيت أردد وأصرخ وأضربه، وهو يحاول أن يتفادى ضرباتي في البداية ثم فجأة وبسبب ما ألت إليه من انهيار، طوقني بذراعيه بشدة، وأخذ يضمني ويهدئني،وأخيرا أحسست بحبه وعطفه وهو يطوق علي بذراعيه ويضمني، ويهمس لي:

يكفي حبيبتي يكفي، آسف لم أقصد ما قلت اعذريني أنا أسف..

كانت تلك كلماته قبل أن أغيب عن الوعي من شدة الإعياء.......

عندما أفقت، كان إلى جواري،

هل أنت بخير ؟؟

"" نعم""

لقد فزعت عليك، لا تتصورين حجم الخوف الذي انتابني، أرجوك لا تفعلي هذا مرة أخرى، تأكدي بأني أحبك، لكني رجل مشغول صدقيني...

لكني لن أصدقه بعد الآن أبدا... سأبدأ رحلتي اليوم ..... سأبدأ رحلتي، فطرده لي من حياته علمني الكثير...انتظرت حتى خرج إلى عمله، تناولت الهاتف واتصلت بصديقتي

" أريد ان أعطي نفسي فرصة أخيرة، سأذهب للاستشارية التي قلت عنها""

حقا هل أنت جادة؟؟

"" نعم سأحاول من جديد""

إذا أعطني خمس دقائق لآخذ موعدا جديدا..

وحصلنا على موعد بعد أسبوع من الحادثة، لم يتغير خلالها زوجي وبقي على حاله المزري.

زيارتي الأولى للدكتورة، كيف كانت، وماذا قالت..؟؟ وكيف وصفتني .. وكيف وصفت زوجي..؟؟

كيــــــــــــف؟؟؟؟؟؟

يتبع

الأحد، 17 يناير 2010

تغير زوجي علي كثيرا، لم يعد حنونا، وطوال الوقت عصبي المزاج، طوال الوقت متذمر، أصبح ينتقدني على كل شيء وأي شيء فعلته أو لم أفعله،وفي كل مرة ينتقدني تنهار نفسيتي وأتعب حتى أني أشعر بالاختناق، حاولت أن أحدثه وأناقش معه السبب، لكن في كل مرة يتحول النقاش إلى شجار مهما حاولت تهدئته لا يهدأ، وفي إحدى المرات، حينما طلبت منه أن يأخذني في نزهة قصيرة، ورفض، جلست أرجوه وأسترحمه، لقد فاض بي أريد أن أغير جو مللت من البيت، مللت أرجوك خذني في نزهة، قال: روحي مع أهلك، أنا عندي شغل ومش فاضي؟؟!!، قلت له لكني أشتاق إليك، أفتقدك أريد الخروج بصحبتك، مر وقت طويل لم نخرج فيه معا !! ولكم أن تتصوروا حجم الاستياء والقرف الذي بدا في وجهه بمجرد أن قلت هذه العبارات، وهنا أنفجر في وجهي:

أية نزهة أخرجها معك؟

ألا يكفي أني ( مجابل ويهج في البيت) !!

بعد وراي وراي حتى برى؟

مليت و لاعت جبدي!!

شو الجديد اللي عندج، مليت منج، أنت ماتفهمين..

((إنتي ما تفهمين، إنتي ما تفهمين، إنتي ما تفهمين))

بقيت كلماته تتردد في صدري، وتحفر شروخا و تمزقات، وكأنني أهوي إلى وادي سحيق وأصرخ ولا أحد يسمعني.قال كلماته وخرج، وتركني بصحبة إنسانة لا أعرفها، إنسانة منبوذة مكروهة، إنسانة غريبة عني، تبكي على صدري وتتأوه وتصرخ، إنسانة تائهة، لقد تركني بصحبة نفسي بعد أن دمرها تماما..!!

فكرت كيف أتصرف، لم أعرف، كيف أتصرف يا أخواتي، اتصلت بأمي أسألها وأشكو لها ما آل له الحال، قالت: استحملي يا بنتي، كل رجل يمر بمرحلة وتعدي، وكوني أنت الأحسن، قومي بواجبك معه ولا تقصري في حقه !!

بعد أن جرحني، وأهانني أتناسى كل ما حدث؟!

بقيت صامتة لا أتحدث معه أبدا، وأحرص على عدم التواجد في الغرفة التي هو بها ، وكل ظني أنه سيشعر بخطئه ويعتذر في لحظة ما، في يوم ما، في أسبوع ما، في شهر ما، ومرت ثلاثة شهور دون كلمة منه .....!!

وفي هذا التوقيت، اتصل بي أخي، وأخبرني أن أسهمي التي اشتريتها قبل زواجي بالاشتراك معه، أصبحت ذات سعر مغر، واستشارني بحب واحترام: هل نبيع يا أختي ؟؟

فقلت له بذات الحب والاحترام: كما ترى يا أخي.

وهكذا باع الأسهم ب750000 درهم وحصتي منها النصف، أي مايقارب370000 درهم، وجاء بها أخي إلي في البيت في هذه الأثناء كان زوجي خارج البيت، أعطاني أخي مالي، وقال لي كلمة لا أنساها: ((احتفظي بمالك ، فلا أحد يستحقه غيرك))

وعند المساء، عاد زوجي للبيت ليبدل ملابسه ويعود ليكمل سهرته، رأى رزمة المال فأخذها ولأول مرة منذ ثلاثة أشهر يحدثني! فيسألني عن المال ، من أين هذا المال، أخبرته.

قال وهل لديك أسهما أخرى؟ قلت لا

( في الواقع كان لدي الكثير وكلها باسم أخي، اشتريتها أيام عملي، ولدي متجر أيضا بالاشتراك مع أخي الأصغر، نصحني والدي أن لا أفشي أمره لزوجي)

المهم، أعاد المال إلي، ثم عاد لغرفة النوم، أبدل ملابسه، وأخذ بيجاما، وجاء إلى جواري على الصوفا، وطوقني بذراعيه، وكأن شيء لم يكن!

وفي الصباح، قلت له أريد الذهاب لأودع المبلغ في البنك...

فقال: أنا أودعها..!!

قلت له: لا يمكنك ذلك أريد تحويلها لوديعة،وهذا يتطلب وجودي.

فقال إذا غدا آخذك .

وكل يوم يؤجل، حتى مر شهر كامل، وهو يعاملني أحسن معاملة، ويسمعني أجمل العبارات ويفسحني، وأخذ لي ملابس جديدة لأول مرة......

ثم جاءني فجأة وهو متنكد، وبدأ يتأوه في فراشه،

قلت له : مابك؟

قال لاشي !

قلت إنك منزعج وحزين

قال:"" لقد أرتكبت غلطة كبيرة جدا، لقد غامرت في صفقة سيارات وأنا لا أملك رأس المال، واكتشفت أن السيارات لا تصلح للبيع، وأنا متورط وقد أسجن""

أحسست بوحشة الاستنزاف، وشعرت بأنه يستغفلني، فقط لم تكن الأموال تهمني، كان المال آخر همي، خذ ما لدي من مال، وسدد دينك، واستدرت لأنام، جاء ليحتضنني، لكني لم أشعر به، كنت كجثة هامدة، إن هذا الرجل يستغلني !

ومرت الأيام،وبدأت الناس تتحدث، حول أسفاره الكثيرة، وعلاقاته، لكني لا أصدق،حتى كان ذلك اليوم !

انتظروني في الجزء القادم من ذكرياتي الأليمة..!!


السبت، 16 يناير 2010

كانت أمي تنصحني دائما بأن أكون قنوعة ولا أرهق زوجي بكثرة الطلبات، والتزمت بالنصيحة، كان زوجي في بادئ الأمر رجل جيد، كنا نخرج معا كثيرا، كان يحدثني ويهتم بي، ويريدني دائما إلى جواره،وزوجي يعمل موظفا في إحدى الدوائر الحكومية، وكان يعاني من ديون ما بعد الزواج، لأن الزواج في الإمارات مكلف، وذات مرة ونحن نتحدث في ديونه اقترحت عليه المساعدة، قلت له أعتبرهم دين مني إلى أن تفرج، لكنه رفض وبشدة، وكان صادقا في رفضه، علمت أن كرامته جرحت، ولكني كنت أريد مساعدته، فألححت وألححت حتى قبل أن يأخذ مني نصف مدخراتي، وبعد هذا الموقف حرصت على عدم مطالبته بأية مصاريف تخصني، وكنت أنفق على نفسي وطفلتي الأولى من مدخراتي التي كانت وديعة تدر علي مبلغا مقبولا، ونسيت مع الأيام أن أطلب منه احتياجاتي، فكنت أشتري ملابسي، وكل الكماليات والأساسيات من جيبي الخاص، لكنه لم يكن يكفي لأنفق كما تنفق قريناتي في مجتمعنا، لكن هذا الأمر لا يهم فالأجر أحتسبه من ربي ومادام زوجي سعيدا فهذا وربي يكفي، هكذا كنت أحدث نفسي كلما حضرت حفل زفاف بفستان قديم، أو زرت صديقة وعباءتي بالية.


وذات يوم جاءني خجلا، وتردد كثيرا قبل أن ينطقها قال لي أنا مقبل على افتتاح مشروع تجاري، ولدي مبلغ صغير لا يكفي، وفكرت في أن أتشارك معك، يعني نضع مالك على مالي، وطبعا بدون تردد هذا زوجي حبيبي، لم يكتفي بأن أكون شريكة حياته، بل أيضا سأصبح شريكته في البزنس، وافقت فورا دون أية ضمانات.

في البداية مررنا بظروف أصعب من السابقة فالمشروع لم يعمل بسرعة، لقد عانينا مدة سنتين دون مردود وكنا ننفق على المشروع من راتب زوجي ومساعدات والدي، ووالده، وفي بعض الأيام لا نجد ثمن علبة الحليب للصغار. لكن كل هذا كان سهلا فزوجي حبيبي معي بالدنيا.

مرت الأيام وبدأ المشروع يعمل وينمو، وأحوال زوجي المادية تحسنت كثيرا، وأصبح يغير سيارته كل عام، أصبح ينفق كثيرا على نفسه، وحينما أطلب منه مصروفي يقول لي لا زلت أعاني من الديون، لا تغرك السيارة الجديدة، إنها أقساط، وكلام كثير جدا من هذا النوع..

بعد أنجاب طفلي الثاني، لاحظت تغيرا في مشاعر زوجي نحوي، ولكني لم أدقق في الأمر واعتقدت في البداية أنه يمر بضائقة مالية، لكن كيف والأموال تتدفق عليه من كل مكان!!!!

إنها الدنيا صديقاتي ،وستعلمن عن قريب حكاية الصندوق الأحمر، ودموعي على خاتمي المكسور..!!

يتبع..

;;