الأحد، 17 يناير 2010

أم بسمة - 3

تغير زوجي علي كثيرا، لم يعد حنونا، وطوال الوقت عصبي المزاج، طوال الوقت متذمر، أصبح ينتقدني على كل شيء وأي شيء فعلته أو لم أفعله،وفي كل مرة ينتقدني تنهار نفسيتي وأتعب حتى أني أشعر بالاختناق، حاولت أن أحدثه وأناقش معه السبب، لكن في كل مرة يتحول النقاش إلى شجار مهما حاولت تهدئته لا يهدأ، وفي إحدى المرات، حينما طلبت منه أن يأخذني في نزهة قصيرة، ورفض، جلست أرجوه وأسترحمه، لقد فاض بي أريد أن أغير جو مللت من البيت، مللت أرجوك خذني في نزهة، قال: روحي مع أهلك، أنا عندي شغل ومش فاضي؟؟!!، قلت له لكني أشتاق إليك، أفتقدك أريد الخروج بصحبتك، مر وقت طويل لم نخرج فيه معا !! ولكم أن تتصوروا حجم الاستياء والقرف الذي بدا في وجهه بمجرد أن قلت هذه العبارات، وهنا أنفجر في وجهي:

أية نزهة أخرجها معك؟

ألا يكفي أني ( مجابل ويهج في البيت) !!

بعد وراي وراي حتى برى؟

مليت و لاعت جبدي!!

شو الجديد اللي عندج، مليت منج، أنت ماتفهمين..

((إنتي ما تفهمين، إنتي ما تفهمين، إنتي ما تفهمين))

بقيت كلماته تتردد في صدري، وتحفر شروخا و تمزقات، وكأنني أهوي إلى وادي سحيق وأصرخ ولا أحد يسمعني.قال كلماته وخرج، وتركني بصحبة إنسانة لا أعرفها، إنسانة منبوذة مكروهة، إنسانة غريبة عني، تبكي على صدري وتتأوه وتصرخ، إنسانة تائهة، لقد تركني بصحبة نفسي بعد أن دمرها تماما..!!

فكرت كيف أتصرف، لم أعرف، كيف أتصرف يا أخواتي، اتصلت بأمي أسألها وأشكو لها ما آل له الحال، قالت: استحملي يا بنتي، كل رجل يمر بمرحلة وتعدي، وكوني أنت الأحسن، قومي بواجبك معه ولا تقصري في حقه !!

بعد أن جرحني، وأهانني أتناسى كل ما حدث؟!

بقيت صامتة لا أتحدث معه أبدا، وأحرص على عدم التواجد في الغرفة التي هو بها ، وكل ظني أنه سيشعر بخطئه ويعتذر في لحظة ما، في يوم ما، في أسبوع ما، في شهر ما، ومرت ثلاثة شهور دون كلمة منه .....!!

وفي هذا التوقيت، اتصل بي أخي، وأخبرني أن أسهمي التي اشتريتها قبل زواجي بالاشتراك معه، أصبحت ذات سعر مغر، واستشارني بحب واحترام: هل نبيع يا أختي ؟؟

فقلت له بذات الحب والاحترام: كما ترى يا أخي.

وهكذا باع الأسهم ب750000 درهم وحصتي منها النصف، أي مايقارب370000 درهم، وجاء بها أخي إلي في البيت في هذه الأثناء كان زوجي خارج البيت، أعطاني أخي مالي، وقال لي كلمة لا أنساها: ((احتفظي بمالك ، فلا أحد يستحقه غيرك))

وعند المساء، عاد زوجي للبيت ليبدل ملابسه ويعود ليكمل سهرته، رأى رزمة المال فأخذها ولأول مرة منذ ثلاثة أشهر يحدثني! فيسألني عن المال ، من أين هذا المال، أخبرته.

قال وهل لديك أسهما أخرى؟ قلت لا

( في الواقع كان لدي الكثير وكلها باسم أخي، اشتريتها أيام عملي، ولدي متجر أيضا بالاشتراك مع أخي الأصغر، نصحني والدي أن لا أفشي أمره لزوجي)

المهم، أعاد المال إلي، ثم عاد لغرفة النوم، أبدل ملابسه، وأخذ بيجاما، وجاء إلى جواري على الصوفا، وطوقني بذراعيه، وكأن شيء لم يكن!

وفي الصباح، قلت له أريد الذهاب لأودع المبلغ في البنك...

فقال: أنا أودعها..!!

قلت له: لا يمكنك ذلك أريد تحويلها لوديعة،وهذا يتطلب وجودي.

فقال إذا غدا آخذك .

وكل يوم يؤجل، حتى مر شهر كامل، وهو يعاملني أحسن معاملة، ويسمعني أجمل العبارات ويفسحني، وأخذ لي ملابس جديدة لأول مرة......

ثم جاءني فجأة وهو متنكد، وبدأ يتأوه في فراشه،

قلت له : مابك؟

قال لاشي !

قلت إنك منزعج وحزين

قال:"" لقد أرتكبت غلطة كبيرة جدا، لقد غامرت في صفقة سيارات وأنا لا أملك رأس المال، واكتشفت أن السيارات لا تصلح للبيع، وأنا متورط وقد أسجن""

أحسست بوحشة الاستنزاف، وشعرت بأنه يستغفلني، فقط لم تكن الأموال تهمني، كان المال آخر همي، خذ ما لدي من مال، وسدد دينك، واستدرت لأنام، جاء ليحتضنني، لكني لم أشعر به، كنت كجثة هامدة، إن هذا الرجل يستغلني !

ومرت الأيام،وبدأت الناس تتحدث، حول أسفاره الكثيرة، وعلاقاته، لكني لا أصدق،حتى كان ذلك اليوم !

انتظروني في الجزء القادم من ذكرياتي الأليمة..!!


4 التعليقات:

نون النساء يقول...

متابعة

:(

نواعم يقول...

يا عمري يا نون النساء
:(
ضيقت خلقج !!

الله المستعان..

المهم الخاتمة طيبة ..ولله الحمد

الزين يقول...

جدا مؤلمة القصه

متابعة بصمت

لكن جزء اليوم حسسني بالقهر

وطلعت من صمتي


كملي

:(

نواعم يقول...

سلامتج حبيبتي الزين..
مو قصدي أضيق الخلق..
لكن تنبيه لأخطاء تقع فيها النساء بحسن نية ..

تابعينا وفالج طيب

:)

إرسال تعليق

رايكم في أحداث القصة..