السبت، 16 يناير 2010

أم بسمة - 2

كانت أمي تنصحني دائما بأن أكون قنوعة ولا أرهق زوجي بكثرة الطلبات، والتزمت بالنصيحة، كان زوجي في بادئ الأمر رجل جيد، كنا نخرج معا كثيرا، كان يحدثني ويهتم بي، ويريدني دائما إلى جواره،وزوجي يعمل موظفا في إحدى الدوائر الحكومية، وكان يعاني من ديون ما بعد الزواج، لأن الزواج في الإمارات مكلف، وذات مرة ونحن نتحدث في ديونه اقترحت عليه المساعدة، قلت له أعتبرهم دين مني إلى أن تفرج، لكنه رفض وبشدة، وكان صادقا في رفضه، علمت أن كرامته جرحت، ولكني كنت أريد مساعدته، فألححت وألححت حتى قبل أن يأخذ مني نصف مدخراتي، وبعد هذا الموقف حرصت على عدم مطالبته بأية مصاريف تخصني، وكنت أنفق على نفسي وطفلتي الأولى من مدخراتي التي كانت وديعة تدر علي مبلغا مقبولا، ونسيت مع الأيام أن أطلب منه احتياجاتي، فكنت أشتري ملابسي، وكل الكماليات والأساسيات من جيبي الخاص، لكنه لم يكن يكفي لأنفق كما تنفق قريناتي في مجتمعنا، لكن هذا الأمر لا يهم فالأجر أحتسبه من ربي ومادام زوجي سعيدا فهذا وربي يكفي، هكذا كنت أحدث نفسي كلما حضرت حفل زفاف بفستان قديم، أو زرت صديقة وعباءتي بالية.


وذات يوم جاءني خجلا، وتردد كثيرا قبل أن ينطقها قال لي أنا مقبل على افتتاح مشروع تجاري، ولدي مبلغ صغير لا يكفي، وفكرت في أن أتشارك معك، يعني نضع مالك على مالي، وطبعا بدون تردد هذا زوجي حبيبي، لم يكتفي بأن أكون شريكة حياته، بل أيضا سأصبح شريكته في البزنس، وافقت فورا دون أية ضمانات.

في البداية مررنا بظروف أصعب من السابقة فالمشروع لم يعمل بسرعة، لقد عانينا مدة سنتين دون مردود وكنا ننفق على المشروع من راتب زوجي ومساعدات والدي، ووالده، وفي بعض الأيام لا نجد ثمن علبة الحليب للصغار. لكن كل هذا كان سهلا فزوجي حبيبي معي بالدنيا.

مرت الأيام وبدأ المشروع يعمل وينمو، وأحوال زوجي المادية تحسنت كثيرا، وأصبح يغير سيارته كل عام، أصبح ينفق كثيرا على نفسه، وحينما أطلب منه مصروفي يقول لي لا زلت أعاني من الديون، لا تغرك السيارة الجديدة، إنها أقساط، وكلام كثير جدا من هذا النوع..

بعد أنجاب طفلي الثاني، لاحظت تغيرا في مشاعر زوجي نحوي، ولكني لم أدقق في الأمر واعتقدت في البداية أنه يمر بضائقة مالية، لكن كيف والأموال تتدفق عليه من كل مكان!!!!

إنها الدنيا صديقاتي ،وستعلمن عن قريب حكاية الصندوق الأحمر، ودموعي على خاتمي المكسور..!!

يتبع..

2 التعليقات:

NOIR يقول...

قريب حكاية الصندوق الأحمر، ودموعي على خاتمي المكسور..!!
************************

شوقتيني بالنهاية و اعادتني الى البداية!
متــــابعه...

نواعم يقول...

NOIR
حياك الرحمن ، تابعي معانا الأحداث ، الفترة المقبلة صعبة ! ومؤلمة ..

إرسال تعليق

رايكم في أحداث القصة..