الخميس، 1 يوليو 2010



حينما فتحت الصندوق الأحمر وجدت طقم من الأماس، عقد فخم جدا، وقرطين، وأسويرة، وساعة يد، مع خاتم، طقم ماس راق ورائع جدا، مع فاتورته باثنين وثلاثين ألف درهم، وبطاقة، قتحت البطاقة وقلبي مليء بالخوف، لا، لا يمكن أن يكون هذا الأماس لها، فتحت البطاقة وقرأت فيها كلمات : حبيبتي روزا، احترت ماذا أهديك ، فكرت أنك كنت تحلمين بهذا العقد، أتمنى لك عاما سعيدا،أريدك في كامل أناقتك الليلة لدي مفاجأة أخرى!


آآآآآآآآهـ

آآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ

وضعت يدي على فمي، لم أكن قادرة على الاستمرار في مسك أعصابي، أمسكت بطني أحسست أن ثمة جرح في صدري ، وجرح أخر غائر في قلبي، لا يمكن أن تفعل بي هذا، حرام عليك، تهديها الأماس وتستكثر علي إصلاح خاتمي المكسور ! لا يمكن، انزويت نحو حمام الكراج، أغلقت الباب بالمفتاح، وجلست أبكي وأتساءل لماذا وأنا التي بعت كل قطعة من مجوهراتي لكي أساعده، وأقف إلى جواره، هذا جزائي؟
 لماذا؟
ماذا فعلت له ليكون هذا جزائي في النهاية؟

بقيت على حالي من القهر والموت أبكي، حتى انتفخت عيناي من شدة البكاء، ولم أدري بأن الوقت مضى بي، حتى سمعت أذان الفجر، فاستغفرت ربي، وهدأت نفسي، وغسلت عيناي بالماء الدافي، وخللت الماء بأصابعي في شعري بحثا عن البرودة، ثم توضأت، وذهبت أصلي، وبعد الصلاة فكرت ماذا أفعل، فكرت في الاتصال بالدكتورة، لكني كنت محرجة فالوقت مبكر، ومع هذا اتصلت: ألو.... ألو...من معي"" كنت أقاوم البكاء والدموع، فأقفلت هي الخط، ثم عدت واتصلت:

ألو دكتورة آسفة على الإزعاج أنا أم بسمة!

من أم بسمة؟

زرتك البارحة

زوجة رجل الأعمال!؟

نعم أنا هي، آسفة على الإزعاج في هذا الوقت!

قاطعتني لا يا أختي أنا أصلي الفجر لا إزعاج ولا غيره أخبريني حبيبتي ماذا حدث؟

لقد اكتشفت كل شيء إنه على علاقة بأخرى... وحكيت لها كل التفاصيل...

قالت: عادي عادي أنه أمر يتكرر يوميا مع كل النساء لكن المرأة الذكية هي التي تخوض التجربة وتنجح..

أنا لم أعد أريده دكتورة أريد الطلاق!

لا يا أم بسمة تصورت أنك أقوى من ذلك، تصورتك أعقل!

أرجوك يا دكتورة لم أعد أحتمل أريد الطلاق!

إنك تحبينه بجنون، وهذا السبب لما أنت عليه الآن، اهدئي فزوجك لك ، ويستحق القليل من الصبر، سأساعدك وأعيده بإذن الله لك، فقط إصبري واسمعي كلامي جيدا!

لكن!

لا لكن ولا غيره، من أجل بسمة وأخوها يجب عليك الصبر بعد.

هل أواجهه ؟

لا إياك أن تفعلي ذلك، في مثل موقفك لا تصلح المواجهة!

ماذا أفعل؟ متى موعدنا القادم؟ لقد حجزت موعدا على الأسبوع القادم،اتصلي على السكرتيرة عند التاسعة واطلبي موعدا طارئا وليكن مساء الغد"" حاضر.

لكن ماذا أفعل الآن"" خذي العقد فهو من حقك، أنت وجدته أولا وضحكت"" فأضحكتني.

وأضافت: "يجب أن تأخذي العقد"

"لا يهمني العقد ""

بل يهمك ويجب أن يهمك من الآن وصاعدا"

لكن كيف؟

أعيديه إلى مكانه، ثم تظاهري بأنك تنظفين السيارة..

ولكن الصندوق يحتوي على بطاقة تحمل اسمها..!

إذا فافعلي التالي :..........إلخ ( شرحت لي الفكرة )

وفعلا أخذت الصندوق إلى مكانه..ثم أمرت الخادمة بتنظيف السيارة من الداخل، ووضعت بها بعض البخور وعطرتها، ثم فتحت شنطة السيارة، وأحضرت طفلتي ووضعتها لتلعب في شنطة السيارة، وأنا أراقبها، رميت البطاقة تحت السجادة، ورميت الشريط فوق السجادة وشجعت ابنتي على اللعب بالصندوق الأحمر، وعندما هم بالذهاب للعمل، تبعته وقلت له:
 حبيبي لقد اهتممت بنظافة السيارة بنفسي اليوم..
عندما اقتربنا منها بدا عليه القلق والخوف، ثم سارعت إلى شنطة السيارة وقلت :
ما هذا سبحان الله ما هذا العقد الجميل أنظر يا حبيبي ماذا وجدت بسمة في السيارة، هل هو هدية لي، يا رب الحمد لله أخيرا عوضتني الحمد لله ، شكرا يا حبيبي شكرا..
وهو يتفرج بذهول، ثم أسرع وأمسك بالصندوق ,أخذ يقلبه بحثا عن البطاقة، ثم قال:
لكن هذا العقد..!
قاطعته: لا تقل شيء فدموعي ستسقط من شدة التأثر حبيبي، شكرا... قبلته، وأخذت العقد كاملا بكل ملحقاته، وحملت طفلتي وعدت إلى الداخل !!!

أغلقت الباب، وانتابني شعور عميق بالفخر والسعادة، شعرت من جديد بالقوة، نعم كلامها صحيح هذه الدكتورة تعلمني الأخذ مع هذا الرجل، ولا تعطي بعد اليوم سوى القليل والقليل جدا، بعد ساعة اتصل بي من عمله، قال: لقد كنت أنوي أن أجعلها مفاجأة لك، إنك تستحقينه، لكن بسمة خربت المفاجأة..... كان حزينا متأثرا في صوته، يبدوا أن كلمة عوضتني جابت نتيجة!!!!

ولكن..

ما هي المفاجأة التي يحضرها لها....؟؟

وكيف انتزعتها من حياتي ورميت بها كالخردة المهترئة؟؟

;;