السبت، 21 أغسطس 2010


كنت مرهقة جدا ذلك اليوم فأنا لم أنم طوال الليل، ومع هذا لا أشعر بالنعاس أبدا، أشعر بالإرهاق، والألم، اتصلت بصديقتي وطلبت منها المساعدة، وفعلا بدأنا نبحث أنا وهي عن مكان هذه المرأة وعلمت أنها تعمل في شركة زوجي في القسم النسائي، فتألمت أكثر، ثم ومن خلال أحد الموظفات علمنا أن هناك حفلة ستقام في أفخم الفنادق في دبي مساء اليوم، وأن الحفلة ستكون لتكريم الموظفين حفل ليلي ساهر، وتذكرت أنه حدثني عن هذا الحفل وعن ليلة سيقضها في الفندق في دبي،ولكم أن تتصوروا كيف احترقت وأنا أتخيله ينام معها في هذا الفندق!!



قلت لصديقتي أريد أن احضر الحفل!


كيف تحضرينه انه في دبي!


نعم لكني أرغب في الحضور فساعديني!


لماذا تريدين الحضور؟


لا أعلم أريد أن أرى كل شيء بنفسي..


ستتألمين أكثر..


لا عليك لم يعد هناك شيء يؤلمني بعد اليوم..


إذا لماذا تبكي هكذا..؟


أريد الذهاب لأتأكد هل علاقته بها وصلت للزنا..؟


لا يا أم بسمة لا تفعلي بنفسك هذا..؟


اتصلت مجددا بالدكتورة" أريد الذهاب ".


" أذهبي" ..


هل تشجعيني على ذلك..؟


نعم هذا هو علاجك، فأنت تتصورين رجلا وأمراه يكونان علاقة ليلعبا ورقة أم ليتجولا معا، طبعا ليتعاشرا، أذهبي علك تفهمين..!


يعني تقصدين أنه ينام معها..؟!


أم بسمة تشعرينني بأنك طفلة، علاقة دامت سنتين بين رجل وامرأة ماذا تراها تكون، علاقة أخوة مثلا..!


وكدت أنفجر ... لا يمكن لا يمكن!


إذا اذهبي وانظري بنفسك، وكوني حذرة فأي حركة يمكن أن تنهي علاقتك بزوجك..!


لم أعد أريده..


حقا ....... إذا لماذا تلحقين به ؟


لأتأكد..


اسمعي يا حبيبتي ... عندما تقررين ترك رجل تأكدي أنك غير محتاجة لأي رجل آخر مدى حياتك، لا تتصوري أبدا أن تجدي رجلا يختلف عن السابق، لكن زوجك قد يكون رجلا مختلفا معها، يختلف في معاملته لها عن الطريقة التي يعاملك أنت بها ، يعني الرجل الذي يقسو عليك قد يصبح حنونا محبا معها.لماذا؟ لأنها تعرف كيف تديره، وتكسب وده..


بالحب ?


لا طبعا لا، بل بالسياسة..


إن المرأة التي تحب زوجها بلا ضوابط ولا قيود ولا حدود تخسره دائما، بينما تلك التي تحب بعقل وثقل تكسبه مدى الحياة.


هذه العبارات نقلتها لكم من مفكرتي لأنها كتبتها لي في إحدى الاستشارات وترددها على مسمعي دائما..

كان علي الذهاب لأرى بعيني، شيء ما في قلبي يريد أن يتحقق، أريد أن أراه بأم عيني، وكنت متوترة طوال اليوم، وطلبت من صديقتي الحبيبة أن تكون معي..


وقلت له: حبيبي، أريد أن أذهب هذا المساء مع صديقتي للسوق في دبي.


دبي ولماذا دبي؟تسوقي في أبو ظبي!


لقد مللت السوق في أبو ظبي وأريد أن (أغير جو)


تنهد وقال:أنتم الحريم ما وراكن غير الخساير والأسواق !!


وكتمتها في نفسي، خسائر.......... لا أقول سوى لا حول و لا قوة إلا بالله!


هل تحب أن نلتقيك في دبي""


لا سيكون معي بعض الموظفين، هل ستأخذين الأطفال؟


لا،سأتركهم عند أمي.


وقبل أن يخرج، خرجنا أنا وصديقتي، وصلنا متأخرين لأن صديقتي تسوق ببطء وبدأنا نسأل، كان منظرنا غريب لأن الفندق يعج بالسائحين ونحن نرتدي النقاب، وندخل قاعة مليئة بالسياح والوافدين، وكلهم لابسين عريان..

قالت صديقتي: علينا أن نخرج شكلنا غلط!


تقصدين صح!هم الغلط!


أم بسمة خلينا نروح، بننكشف، مافي غيرنا مواطنات أهنيه!


من بعيد عند مدخل الفندق رأيت سيارة زوجي، إنها تحرك إحساسي كلما رأيتها لأنها تخصه، هذه المرأة أثارت في قلبي الخوف، ومن بعيد رأيتها تنزل من سيارته من مقعدي الأمامي، تنزل من مكاني، احتلت مكاني، وسالت دموعي تحت النقاب، كانت ترتدي فستان عريان، اسود لماع، مع ياقة مرتفعة، كان جميلا جدا وباهض الثمن، وترتدي عقدا من الماس يشبه عقدي، الذي أخذته منه كانت الحفلة عادية حفل تكريم، كرمت هي ثلاث مرات، وبعد الحفل عاد الموظفين إلى بيوتهم، وبقي زوجي تجره خلفها، تبعناهم بالسيارة، ذهبا وركبا يختا خاصا في البحر، أن يعد لها حفلة على ظهر اليخت، صوت الأغاني والموسيقى، كنت أرمقه من بعيد، هذا الرجل الغريب لم اعد أعرفه..

 كان معها كرجل يخصها وحدها، كان يضحك، ويفتح لها الأبواب، ويطوقها بذراعه، يبدوا أنه فخور بها..

وصرخت أكرهه أكرهه أكرهه.. أريد أن أقتله، لقد قتلني، كيف أكون كهذه، كيف أستطيع أن أستعيده من هذه، إنها أقوى مني، لديها كل ما يغريه، لديها الحياة بكل مباهجها، وأنا من أنا، أم بسمة، ذات الثوب الواسع، والحذاء الطبي، من أكون، ماذا أشكل إلى جوارها، هل ترين كيف تبدوا، هل ترين، ماذا ترتدي، أنا لا اعرف أن ثمة حفلات يمكن أن تقام في يخت، لم أفكر يوما أن أقضي ليلة في فندق، طوال عمري أتخيل أن الفنادق للسائحين، أنه لم يفكر يوما في فتح الباب لي، لم يفكر يوما في اصطحابي للسوق، أنظري أليه كيف يبدوا معها سعيدا، لماذا هل سأعجبه لو فعلت كما تفعل؟؟


كانت ساعات عصيبة، كنت أريد أن أصرخ لا لا يمكن، كنت أريد أن أقتله، وأقتله وأقتله،وبكيت ... كثيرا، وأنا أنتظر متى يعودان.


أم بسمة خلينا نروح الوقت تأخر""


لن أذهب حتى يعودان..


وبعد ساعتين عاد اليخت، وعادا معا للفندق، وسكنا تلك الليلة ذات الغرفة.. ككل ليلة وازداد ضعفي أكثر، لقد وجدت نفسي صغيرة جدا أمامها..

ولكن بفضل الله ثم مع الدكتورة ناعمة اكتشفت أسرار قوتي وأبرزتها وجعلته يعض أصابع الندم لأنه كاد أن يخسرني..





عندما دخلا غرفة الفندق، انقطعت علاقتي به نهائيا، لدرجة أني شعرت بالغربة الشديدة وأنا في وسط بلدي، شعرت أني كالقشة في مهب الريح، وأني بلا أهل ولا أصحاب ولا أحباب، كاليتيمة في ليلة العيد، كالوحيدة في صحراء جرداء، كاللاشيء، خواء بحجم السماء احتل روحي، ومزقها أشلاء، وقفت في الممر الطويل، أرمقه وقد أغلق الباب دوني....

وكان الدرس الأول...

هو كان حياتي وكل شيء بالنسبة لي، ونسيت من أجله ذاتي، وحين اختفى، أصبحت بلا هوية ....

ووجدت نفسي أسأل نفسي من أنا، من أنا....؟؟ من أكون في هذه الحياة بلا مصير........ وعدت إلى البيت وطوال الطريق لم تنزل لي دمعة واحدة توقفت دموعي حين أقفل بابه دوني .... هناك توقفت عن البكاء عليه إلى الأبد....... هناك تعلمت أن لا أحد يستحق أن أسحق ذاتي لأجله.......... لا أحد سينفعني سوى نفسي.........


وعدت إنسانة جديدة مختلفة كليا عن أم بسمة القديمة، قررت أني سأستعيد ذاتي وبقوة، تناقشنا أنا وصديقتي قي الطريق


هل أنت بخير، أنت صامته وهذا يخيفني عليك..


لا تخافي علي بعد اليوم أبدا، كنت أتساءل لماذا شجعتني الدكتورة على الذهاب لرؤيته، والآن فهمت، لقد فطمتني عن حبه، كانت تريدني أن أنضج، لقد نضجت بعد هذه الحادثة، صدقيني اليوم أصبحت أقوى..


أم بسمة منذ فترة وأنا أرغب في الحديث معك، أنا أيضا عانيت ما عانيت، فتخيلي عدت ذات يوم من عملي بسبب صداع أصابني، فرأيت زوجي ينام على فراشي بصحبة الخادمة ... كدت أتطلق منه بسبب هذه الحادثة، لكن بفضل الله ..أحد الباحثين في المحكمة أشار علي بمراجعة هذه الدكتورة لعلي أغير موقفي، وأنا اليوم أعيش حياة سعيدة ولله الحمد مع زوجي، أعرف أن الأمر مؤلم جدا وجارح بشدة لكن صدقيني بعد أن تخضعي لبرنامج العلاج معها سوف تكتشفين عالما جديدا مختلفا


إذا فأنت أيضا !!


ابتسمت :نعم.


نظرت لي وضحكت، وضحكنا وضحكنا،"" خلينا نمر على المحطة نشتريلنا شي نتعشا"" شو تاكلين" كيك"" محتفلة الأخت"" نوعا ما"" إذا تورتة""



عندما عاد إلى المنزل كنت لا أزال نائمة، صحيت على صوت الماء في الحمام، علمت انه موجود، شعرت بصداع فضيع في رأسي، وبدأت أستعيد ماحدث بالأمس، كان كابوسا، كان حقيقة.. كان حقيقة ..... إنه هنا، وكل شيء عادي..... عندما خرج من الحمام قال لي:


صباح الخير حبيبتي، وحشتيـــــــــني


آه نعم، أنت أيضا"" ببرود أخذت المنشفة ودخلت الحمام، وحينما خرجت لم أجده، وكنت أتمنى من كل قلبي أن لا أجده، عادي كل شيء عادي... كنت انتظر موعدي عند الدكتورة بفارغ الصبر، لدي الكثير من الحماس لأتغير، لدي الكثير من الإرادة لأنمو، وأنضج، وأصبح أقوى...


هذه المرة، انتظرت في الاستراحة لكي يأتي دوري، سمعت صوت سيدة تبكي بصوت قوي وتنتحب في المكتب، كان صوتها عاليا جدا وهي تقول"" ماذا أفعل، لقد دمرني حطم حياتي تذكرت نفسي، لقد تجاوزت هذه المرحلة........... بعد نصف ساعة خرجت من المكتب مبتسمة، وكأنها لم تكن تبكي، هذه الدكتورة ساحرة لديها قدرة عجيبة على غرس الشجاعة والقوة في قلوب السيدات..


أعتذر لأني تركتك تنتظرين.


دونت ووري / don't worry


تفضلي رجاءا من هنا ، أولا أنا أحيي فيك شجاعتك، وكنت متأكدة من أن نظرتي فيك لن تخيب، ولتعلمي أني لا يمكن أن أدفعك نحو هذا لولا أني استشعرت قوتك""


والآن دكتورة ماذا سنفعل؟


سنبدأ من جديد..


كيف؟؟


ننسى تماما وجوده ونهتم بأنفسنا..


جيد، لكن لماذا ترفضين أن أقوم بمواجهته..


لأن التوقيت غير مناسب..


لم أفهم..!


يوما ما ستفهمين، معي أريدك أن تنفذي ما أطلب، تماما..


حسنا..


أعطتني مجموعة من الاختبارات الخاصة بالشخصية، ثم قدمت لي معلومات دقيقة عن شخصيتي، أشياء أنا نفسي نسيتها عني، سألتني :أم بسمة لماذا لا تستعيدين هوايتك القديمة؟ تصميم الأزياء؟


لم يعد لدي ذات الموهبة لقد مضى وقت طويل.


الموهبة أبدا لا تموت، سأرسلك لإحدى السيدات، مصممة تدربي معها لفترة..


حاضر.


سأضع لك جدولا أسبوعيا للعناية بالنفس التزمي به، ولك الخيار في انتقاء الوقت المناسب للقيام بالأعمال الموجودة في الخطة..


بإذن الله..


غدا سيكون لدينا ورشة عمل حول اتيكيت المرأة الذكية..


جيد


الأسبوع القادم لديك موعد مع استشارية المكياج لتتعلمي كيف تضعين مكياج خاصا بك


شكرا


بعد غد ستلتقين خبيرة التغيير الخارجي ( نيو لك) الاختصاصية ميادة


أما ألآن فلدينا جلسة توجيه نفسي وإرشادي"" قالت لي الدكتورة:"" ستبدأين في تعلم الكثير عن علم نفس المرأة لتكتشفي ذاتك أكثر ..... ثم سننتقل لنتعلم الكثير عن نفسية الزوج، الرجل أنت بحاجة لتتعلمي بعض القسوة"" سأعلمك فن الحوار الساحر مع و كيف تصبحين ملكة متوجة من جديد ، عليك أن تتعلمي كيف تنتشلينه من تفكيرك، ورجاءا اقتلعي جذوره من قلبك، وتعاملي معه كصديق انسي أنه زوجك، ركزي على أنه مجرد صديق، ذلك سيمكنك من فهمه أكثر .


كانت الاستشارات متتابعة، لم تعطيني الفرصة لأفكر به، شغلت وقتي أربع وعشرين ساعة، حتى أني لم أكن أراه إلا نادرا.


هل بدأت في البحث عن عمل؟


نعم.


جيد، كذلك اتصلت بي المصممة وأخبرتني أنك متميزة في التصميم، وبهذه المناسبة أعددت لك مفاجأة"" لي ما هي يا دكتورة ؟


دراسة جدوى لمشروع تصميم أزياء الحفلات والمناسبات، وحصلت على تصاميمك من المدربة، وطلبت من إحدى المختصات عرضها على دور الأزياء في الإمارات وخارجها، وقد رحبت بك سبعة دور للأزياء، يعني المشروع جاهز، بقي أن تدبري المال..


سأبيع أسهمي..


إذا أنت لم تنضجي بعد..!!


ماذا تقصدين ؟؟


استعيدي مالك منه..


لا أستطيع أستحي..


وهل استحى حينما أخذه منك..؟!


دكتورة كل شيء إلا هذا..!


ستطلبين المال منه، لأن طلبك للمال يعطيه إحساس عميق بأنه رجل، وبأنك أنثى تحتاج إليه


لكن كيف أفعل ذلك قد يرفض!


أعملي التالي كما أقول لك........... وعملت لي سيناريو كامل، حتى ردود فعله كانت مشابهة كثيرا لما كتبته لي وتوقعته،


وفي المساء كنت هكذا.........


حبيبي........ أردت أن أحدثك في أمر رائع، وسيعجبك حتما.


ماهو..؟


لدي مشروع ناجح ومربح جدا أنوي أن أشركك فيه .


حقا، هل هو مضمون؟


تماما..


ماهو..؟


دار للأزياء ، هذه دراسة الجدوى، وهذه عقود تنتظر التوقيع..


من سيديره؟؟


طبعا أنا..


والأولاد ..؟


في عيوني ياعيوني..


كيف يعني؟ والبيت والمسؤولية"" سوبر وومن!


لا تخاف، ما بقصر في حقك أبدا""


طيب خليني أفكر!


يا بعد عمري السالفة ما فيها تفكير، الموضوع جاهز، بس إشارة من إيدك وتحقق لي حلم حياتي..


حلم حياتج ؟؟


وأنت الفارس..


طيب، بس لو أعرف من وين يبتي هالكلام الحلو..؟؟!!


ابتسامة حب...خاصة جدا........


وشو المطلوب: ثلاثمية وخمسين ألف بس..!!


وشّو؟؟؟""


حبيبي في شهرين بس بيتضاعفون أضعاف أضعاف..


خليني أفكر..


نظرة حزينة و دمعة صغيرة مزيفة..


طيب بس أنت تعرفين أبالي وقت عشان أدبر المبلغ..


بس لا تتأخر حبيبي علشان ما تضيع الفرصة


وعن طريق شركة خاصة (بتجهيز المشاريع عرفتني عليها الدكتورة)، استطعت ان أبدأ مشروعي و أخذت محلا راقيا في إحدى مناطق أبو ظبي..


خلال فترة التدريب كنت أمر بساعات من الحزن الشديد، والهم، وكنت في بعض الليالي أرمقه وهو نائم، وأسأل نفسي، كيف أستطاع أن يخونني، مرت علي أيام شعرت فيها بالعجز واليأس، لكن كلمات الدكتورة ترن في أذني، ومحاضراتها تشجعني، وقصصها التي تقصها علينا عن نساء قويات كيف انتصرن في النهاية كانت تشجعني، كانت بالنسبة لي كالوقود كالأمل.


في منتصف الطريق أحسست بمتعة التغيير بدا الأمر يبدوا ويظهر وجود بيزنس في حياتي غير شخصيتي، قدرتي على وضع مكياج مدروس الخطوط زاد ثقتي في جمالي، ولأني تعلمت كيف أنتقي ملابس تناسبني وتبرز مفاتني لزوجي، على يد الخبيرة ميادة، جعلني أصبح جذابة ..... لم أكن أعلم أني بهذا الجمال، لم أكن أعلم أن في داخلي كل هذا التميز، التحقت بدورة لتعلم اللغة الفرنسية، وأصبحت أتشدق بها في كل المناسبات، والأهم... الأهم من كل هذا، أني اكتسبت شخصية غامضة ساحرة، وفكرا ناضجا واعيا من خلال جلساتي المثمرة مع دكتورتي الموهوبة، لقد تغيرت كثيــــــييرا...... ماعدت أبدا أشبه أم بسمة المسكينة...


أصبحت امرأة بكل معاني الكلمة وبدأ زوجي يلاحظ، بدأت أرى عينيه تنطق بالحب، وأصبح يتصل بي كثيرا، ويعود للبيت مبكرا، وعندما يرن هاتفه في المنزل يغلقه، أصبح يتحدث معي طويلا، وأنا أهرب منه كثيرا.

يتصل بي وأنا في شركتي "" متى تخرجين"
" لدي عمل"
" اشتقت إليك"
" حولي الموظفات لا تحرجني"
" أحبك"
" أرجوك، "
" أحبك"
"إن لم تكف عن إحراجي سأغلق السماعة، لقد تلون وجهي"
" أيضا احبك"
"أصبحت احدد ما أريد ولا أتنازل عنه، وهو يال الدهشة ينفذ بلا تردد، وذات يوم، استيقظت باكرا قبل أن يذهب لعمله، غيرت ملابسي وخرجت لشركتي، حيث كان لدي استلام مجموعة من الأقمشة، وبعد ساعة اتصل بي، رأيت رقمه لم أرد، أعاد الاتصال........لكني لم أرد، اتصل على الشركة، أجابت الموظفة الآسيوية: إنها مشغولة سيدي""، عاد ليتصل على موبايلي، لم أرد، وبعد دقائق وجدته أمامي، كان مختلفا، كان ثمة شعور خاص في عينيه، كان مشتاقا لي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كان حزينا، والرجل عادة حينما يعشق يحزن، طلب من الموظفة أن تترك المكتب، أغلقه بالمفتاح، ثم جرني بقوة نحوه، احتضن وجهي بدفئ ثم قال لا تجننيني....... كان متلهفا بشكل غير طبيعي، وطبعا..... عملنا جلسة حب خاصة صغيرة في المكتب، يعني أنتوا فاهمين...........


وعندما هم بالخروج قبلني بحرارة ...... وضمني، ثم قال أريد إن أراك باكرا هذا المساء، فقلت له: إن كانت هناك هدية وسهرة وعشاء في أرقى مطاعم أبو ظبي أعدك أن آتي"" بل في قصر المؤتمرات"" لا تغير رأيك لن أقبل بأقل من قصر المؤتمرات"" ودعني، بعد أن ترك كل جزء من كياني يرتجف، هكذا هو الحب الحقيقي، لقد كانت من اللحظات المميزة التي لن أنساها أبدا.........


طبعا خلال هذه الفترة كانت هي موجودة، خطافة الرياييل، تذكرونها، أم فستان اسود، كانت لا زالت موجودة، لكنه رغم ذلك، كان يعشق امرأة جديدة هي أنا..............


انتظروا لتعلموا كيف تخلصت منها ولقنتها درسا لا تنساه


في تلك الأمسية قصدت الصالون، وعملت سيشوار وبدكير ومنكير، وتنظيف بشرة، ثم ذهبت للبيت، عملت مكياجي بنفسي، وتأنقت بشكل مميز، ثم ذهبت للشركة، أشرفت قليلا على الموظفات، وعند السابعة والربع كان ينتظرني في سيارته أسفل المبنى، جاء مبكرا ساعة إلا ربع، "
" انزلي"
" ليس الآن لم أنهي عملي بعد"
" انزلي أو سأطلع وأشيلك من فوق"
" لا أرجوك، مجنون وتسويها" طيب أنزلي"
" انتظرني عشر دقايق بس"
" وانتظر ربع ساعة، تأخرت متعمدة مع إنه لم يكن لدي عمل ساعتها. ركبت السيارة ريحتها حلوة، مبخرها ومعطرها، وحاط موسيقى هادية، أخذ يرمقني بنظرات أعجاب، وسأل:: كل هذا علشان الموعد:: في الحقيقة لا، كانت عندي اليوم مقابلة مع زبونة ثقيلة وايد ( يعني راقية مجتمعيا ) ولأنه كان مزاجي اليوم رائق )..."
" نعم، فهمت"
" أردت أن أحبطه لكيلا يظن أني اهتممت بنفسي لأجله.


أخذني على الكورنيش، تمشينا بالسيارة طلبنا موكا، وتمشينا على الكيف، كان بين وقت وآخر يمسك بيدي ويبتسم بحب، لم نتحدث كثيرا وحرصت على الصمت، لكنه قال: لا أعرف ماذا يحدث لي، أصبحت لا أطيق ابتعادك عني ابتسمت بثقة دون أن أنطق بكلمة.......


وأصبح يتحدث ويتحدث وأنا أبتسم أو أضحك، أو أتمايل بثقة لكن لا أتحدث.... هكذا علمتني الدكتورة، وهكذا كنت أشعر بالرقي، والثقة العميقة......... كنا قريبين من قصر المؤتمرات حين استأذنني في الرد على هاتفه، الذي كان يضيء طوال الوقت، لقد وضعه منذ البداية على الصامت، لكن أضواءه تؤكد أن ثمة من يتصل بشكل متواصل وهو لا يرد، حينما رد أخيرا"
" ماذا هناك"
" كيف حدث ذلك، ما هذه المجنونة، إني قادم، .....الآن،"
" كانت الساعة الثامنة والنصف، عندما قال هناك مشكلة في الشركة خاصته وسيذهب فورا، وبسرعة البرق أعتذر مني محرجا غاضبا حانقا، وأعادني للبيت أنزلني عند الباب، وذهب..

1 التعليقات:

اقصوصه يقول...

مشوقه ؛)

رمضان كريم

مبارك عليكم الشهر

وكل عام وانتم بخير :)

إرسال تعليق

رايكم في أحداث القصة..